كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

يعيبه وينتقصه بمخالفته لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حين أنكر ما أجازه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (فأجازه) أي: أجاز عمر حسان، أي: أجازه ما أجازه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بإقراره حسانًا على إنشاده في المسجد.
[5015] (ثنا محمد بن سليمان) بن حبيب لوين الكوفي، ثم (المصيصي) بكسر الميم والصاد المشددة، نسبة إلى المصيصة، مدينة على ساحل البحر بالشام، وهو ثقة (ثنا) عبد الرحمن (ابن أبي الزناد) استشهد به البخاري في "الصحيح" تعليقًا، وأخرج له مسلم في مقدمة كتابه (عن أبيه) عبد اللَّه بن ذكوان مولى قريش، المدني (عن عروة) بن الزبير (وهشام بن عروة، عن عروة) بن الزبير (عن عائشة قالت: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يضع) أي: يأمر أن يوضع (لحسان) بن ثابت (منبرًا) بكسر الميم (في المسجد، فيقوم عليه يهجو) فيه جواز إنشاد الشعر في المسجد، وعلى المنبر الذي يخطب عليه (من قال في رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) هجوًا، وفيه: مشروعية هجاء الكفار إذا تكلموا في المسلمين، أو في أميرهم.
(فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن روح القدس) أصله الروح المقدسة، وهو جبريل -عليه السلام-؛ سمي بذلك لأنه خلق من طهارة، قاله في "النهاية" (¬1)؛ لأن التقديس التطهير، ومنه: "لا قدست أمة لا يؤخذ لضعيفها من قويها" (¬2)
¬__________
(¬1) "النهاية في غريب الحديث والأثر" 4/ 24.
(¬2) رواه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 133، والطبراني في "الكبير" 20/ 313 (745)، وفي "الأوسط" 6/ 78، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 5/ 2635 (6330)، وأبو القاسم التميمي في "الترغيب والترهيب" 2/ 154 (1340) من حديث أبو قابوس مخارق.

الصفحة 187