كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

أي: لا طهرت (مع حسان) فيه فضيلة حسان -رضي اللَّه عنه-، وفضيلة من خاصم عن المسلمين ودفع عنهم شرهم، وانتصر لهم ولأميرهم.
(ما نافح) بالفاء والحاء المهملة، أي: خاصم ودافع (عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) والمنافحة والمكافحة: المدافعة والمضاربة، ونفحت الرجل بالسيف: تناولته به. يريد بمنافحته هجاء المشركين، ومجاوبتهم على أشعارهم.
[5016] (ثنا أحمد (¬1) بن محمد) بن ثابت بن شبويه (المروزي) بفتح الميم والواو، من كبار الأئمة (قال: حدثني علي بن حسين) المروزي، صدوق (عن أبيه) حسين بن واقد، عابد، قتله أبو مسلم ظلمًا.
(عن عكرمة، عن ابن عباس) رضي اللَّه عنهما في قوله تعالى: ({وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)}) (¬2)، أي: عادة الشعراء أن يتبعهم أهل الغي والفساد، ويجالسهم السفهاء الفسقة، والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يتبعه أهل الصلاح.
قال الطبري: هم شعراء المشركين، ما كان يتبعهم إلا غواة الناس (¬3).
(فنسخ) بفتح النون والسين (من ذلك واستثنى) اللَّه من الشعراء شعراء المسلمين من الدينين (فقال: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}) أي: إلا المؤمنين الذين آمنوا باللَّه ورسوله، وعملوا الأعمال الصالحة، ({وَذَكَرُوا
¬__________
(¬1) فوقها في (ل): (د).
(¬2) الشعراء: 224.
(¬3) "تفسير الطبري" 9/ 489.

الصفحة 188