كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

[5019] (ثنا قتيبة (¬1) بن سعيد) البلخي (ثنا عبد (¬2) الوهَّاب) بن عبد المجيد الثقفي (عن أيوب) بن أبي تميمة السختياني (عن محمد) بن سيرين (عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: إذا اقترب الزمان) أي: قارب أن يعتدل ليله ونهاره (لم تكد رؤيا المؤمن أن تكذب) أي: يبعد أن تكون كاذبة. وقيل: المراد: إذا قارب قيام الساعة. قال النووي: والأول أشهر (¬3). وجاء في حديث ما يؤيده من حديث أبي هريرة: "في آخر الزمان لا تكذب رؤيا المؤمن" (¬4) أي: حيث يبعث عيسى -عليه السلام-.
(وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثًا) لأن صادق الحديث يتنور قلبه، ويقوى إدراكه المعاني؛ ولما في الحديث: "إن الصدق يهدي إلى البر" (¬5) وقيل: من غلب صدقه في اليقظة استصحب ذلك في منامه، والكاذب بعكس ذلك، فإن الكاذب في حديثه تتطرق العلل إلى رؤياه وحكايته أيضًا (والرؤيا) على (ثلاثة) أقسام (فالرؤيا الصالحة (التي حسن ظاهرها (¬6) (بشرى من اللَّه) أي: مبشرة بخير يأتي من عند اللَّه، ومحذرة من شر؛ لأن التحذير من الشر حسن، فتضمنته البشرى، ويقوي ذلك أنه قد جاء في رواية الترمذي: "الرؤيا ثلاثة: رؤيا من اللَّه" (¬7) مكان (بشرى من اللَّه) وأراد بذلك -واللَّه أعلم- الرؤيا الصادقة
¬__________
(¬1) و (¬2) فوقها في (ل): (ع).
(¬3) "شرح مسلم" 7/ 451.
(¬4) رواه الترمذي (2291)، وأحمد 2/ 269.
(¬5) تقدم برقم (4989) من حديث عبد اللَّه بن مسعود.
(¬6) في (ل، م): ظاهره. ولعل الصواب المثبت.
(¬7) "سنن الترمذي" (2270، 2291)، وفي الموضعين بلفظ: بشرى من اللَّه.

الصفحة 197