كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

ويجوز ضم أوله وفتح ثانيه، وتشديد الموحدة، يقال: عبرت الرؤيا أعبرها، وعبرتها تعبيرًا: إذا أولتها وفسرتها وأخبرت بآخر ما يؤول إليه أمرها (فإذا عبرت) بضم أوله وتخفيف الموحدة وتشديدها كما تقدم (وقعت) كما عبرت، وللترمذي: "على رجل طائر ما لم يحدث بها، فإذا تحدث بها سقطت" (¬1) وله في رواية: "فإذا حدث بها سقطت" (¬2) فإذا احتملت الرؤيا تأويلين أو أكثر فعبرها من يعرف عبارتها وقعت على ما أولها، وانتفى عنها غيره من التأويلات.
قلت: فإن عبرَها من لا يعرف عبارتها بالجهل دون علم؛ فظاهر قوله (لأول عابر) أنها تقع على تأويله، والوقت لا يحتمل مراجعة هذا والبحث عنه.
(قال) الراوي (وأحسبه قال: لا يقصها إلا على واد) اسم فاعل، أصله وادد، وأدغم تشديد الدال المهملة، وهو على حذف المضاف، تقديره: إلا على ذي ودٍّ. أي: حبيب وصديق، والمودة: المحبة.
و(أو ذي رأي) أي: عقل وتدبير، وتعبيره وما يوضح معنى الواد [وذو] (¬3) الرأي رواية الترمذي، ولفظه: "ولا يحدث بها إلا لبيبًا أو حبيبًا" (¬4) فإن اللبيب هو ذو [الرأي و] (¬5) الحبيب الواد (¬6).
¬__________
(¬1) "سنن الترمذي" (2278).
(¬2) "سنن الترمذي" (2279) وفيه: وقعت. بدل: سقطت.
(¬3) زيادة يقتضيها السياق.
(¬4) "سنن الترمذي" (2278).
(¬5) زيادة يقتضيها السياق.
(¬6) كذا العبارة في الأصول.

الصفحة 202