كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

والمراد بهذين الوصفين أن الحبيب أو الصديق لا يحب أن يستقبلك في تعبيرها إلا بما تحب، ولا يخبر أداءها ولا بتأويلها، واللبيب يتثبت في تأويلها، ويؤولها بأحسن تأويل، إذ هو عارف بمواقع الألفاظ والمعاني، ولعل أن يكون في تعبيرها موعظة فيروعك عن قبيح ما أنت عليه، أو بشارة فيأمرك لتشكر اللَّه تعالى وحده (¬1).
[5021] (ثنا) عبد اللَّه بن محمد (النفيلي قال: سمعت زهيرًا) يعني: [ابن معاوية] (¬2) (يقول: سمعت يحيى بن سعيد) [الأنصاري] (¬3) (يقول: سمعت أبا سلمة) بن عبد الرحمن (يقول: سمعت أبا قتادة) الحارث بن ربعي الأنصاري -رضي اللَّه عنه-.
(يقول: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: الرؤيا من اللَّه) خصت الرؤيا باللَّه وإن كان كل شيء من اللَّه وبقدرته، لأن الرؤيا التي خلصت من الأضغاث وكانت صادقة التأويل موافقة لما في اللوح المحفوظ حسن أن تضاف إلى اللَّه تعالى إكرامًا لها، كما قال: {نَاقَةُ اللَّهِ} (¬4).
¬__________
(¬1) في (ل)، (م): لتشرك. وهو خطأ، والمثبت من "معالم السنن" 4/ 140.
(¬2) في النسخ: (ابن حرب). وهو خطأ؛ فشيخ النفيلي هو ابن معاوية، ولا رواية لعبد اللَّه بن محمد النفيلي عن زهير بن حرب.
انظر: "تهذيب الكمال" 9/ 402 (2010)، 9/ 420 (2019)، 16/ 88 (3545).
(¬3) في النسخ: القطان. وهو خطأ بناه المصنف على الخطأ السابق له، والصواب أنه الأنصاري فهو الذي يروي عن أبي سلمة ويروي عنه زهير بن معاوية.
انظر: "تهذيب الكمال" 9/ 420 (2019)، 31/ 346 (6836)، 33/ 370 (7409).
(¬4) الأعراف: 73.

الصفحة 203