كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

من رآه في منامه في الدنيا ومن لم يره، أو يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة، وصحتها وخروجها على الحق على ما تأول به.
(أو) شك من الراوي (فكأنما رآني في اليقظة) حيث كنت موجودًا، فإن رآني من هو معظم لحرمتي ومشتاق إلى مشاهدتي وصل إلى مطلوبه من رؤية محبوبه فظفر بمقصوده (و) إنه (لا يتمثل الشيطان) وللبخاري: "فإن الشيطان لا يتزايا" (¬1) (بي) وله: "فإن الشيطان لا يتكونني" (¬2) ولمسلم: "فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتشبه بي" (¬3) وهذا إخبار منه -صلى اللَّه عليه وسلم- على الغيب، وأن اللَّه منع الشيطان أن يتصور على صورته في النوم، كما استحال أن يتصور الشيطان على صورته في اليقظة، ولو وقع لاشتبه الحق بالباطل ولم يوثق بما جاء به مخافة من هذا التصور، فحماها اللَّه من الشيطان ونزغه.
قال القاضي: المراد: إذا رآه على صفته المعروفة في حياته، فإن رئي على خلافها كانت رؤيا تأويل لا رؤيا حقيقة (¬4). قال النووي: وهذا باطل، بل الصحيح أنه يراه حقيقة، سواء كان على صفته أو غيرها؛ كما قاله المازري (¬5).
[5024] (ثنا مسدد وسليمان بن داود) أبو الربيع العتكي، شيخ
¬__________
(¬1) "صحيح البخاري" (6995) من حديث أبي قتادة.
(¬2) "صحيح البخاري" (6997) من حديث أبي سعيد.
(¬3) "صحيح مسلم" (2268/ 13) من حديث جابر.
(¬4) "إكمال المعلم" 7/ 219.
(¬5) "شرح مسلم" 7/ 457.

الصفحة 206