كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

ديننا قد طاب) عيشنا منه وسلم من الكدورات.
وفي هذِه الألفاظ دليل على أن تعبير الرؤيا قد يؤخذ من اشتقاق كلماته، فإنه -عليه السلام- أخذ من عقبة حسن العاقبة، ومن رافع الرفعة، ومن رطب ابن طاب لذاذة الدين وكماله.
وقال أهل العبارة: إن لها أربع طرق:
أحدها: ما اشتق من الأسماء، كما ذكرنا.
وثانيها (¬1): ما يعبر بمثاله وشكله كدلالة معلم (¬2) الكتاب على القاضي ورائس السفينة.
وثالثها: ما يعبره المعنى المقصود، ومن ذلك الشيء المرئي كدلالة فعل السوق على المعيشة، والدار على الزوجة والجارية.
ورابعها: التعبير بما ذكر من القرآن، أو السنة، أو الشعر، أو أمثال العرب، كتعبير الخشب بالمنافق كقوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} (¬3)، والفأر بالفاسق؛ لأنه -عليه السلام- سماها فويسقة (¬4) (¬5).
* * *
¬__________
(¬1) في (ل)، (م): وثانيهما. والمثبت هو الصواب.
(¬2) في (ل، م): معلوم. والجادة ما أثبتناه. نقلا عن "المفهم" 6/ 34.
(¬3) المنافقون: 4.
(¬4) رواه البخاري (3316) من حديث جابر بن عبد اللَّه.
(¬5) انظر: "المفهم" 6/ 34.

الصفحة 211