كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

صحبة) وقد تقدم في ألوان الخيل ذكره مع باقي السند (¬1).
(قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: تسموا بأسماء الأنبياء) لأن ذكر الأنبياء بركة، ولأن فيه نوع تعظيم وتبجيل، وفيه إشارة إلى الإيمان بهم وتصديق رسالتهم، وفيه رد على ما ورد عن عمر -رضي اللَّه عنه- أنه نهى عن التسمية بأسماء الأنبياء (¬2).
قيل: إنما كره ذلك لئلا يلعن ويشتم اسم نبي، أو يقول لغائب: فعل اللَّه بفلان، أو يُصغَرُ اسمٌ من أسمائهم.
وسئل أبو العالية عن شيء من ذلك فقال: إنكم تسمون أولادكم أسماء الأنبياء ثم تلعنونهم (¬3). وقال حميد بن زنجويه: لا بأس بأسماء الأنبياء، ويستحب أن يسمى بها، غير أنه يكره أن يلعن أحد (¬4) اسمه اسم نبي، أو يدعى عليه وهو غائب، فإن كان مواجهه وقال: فعل بك وفعل، ولم يسمه كان أيسر. وكره التسمي بأسماء الملائكة مثل: جبريل، وميكائيل؛ لأن عمر بن الخطاب كره ذلك، ولم يأتنا عن أحد من الصحابة ولا التابعين أنه سمى ولدًا له باسم منهم (¬5). وعن مالك كراهة التسمية بجبريل (¬6).
¬__________
(¬1) تقدم في حديث (2543)، (2544).
(¬2) رواه حنبل بن إسحاق في "جزئه" (23) من رواية سالم بن أبي الجعد عن عمر -رضي اللَّه عنه-.
(¬3) رواه ابن أبي شيبة 5/ 264 (25899).
(¬4) في (ل)، (م): أحدًا. والجادة ما أثبتناه.
(¬5) ذكر قول حميد بن زنجوبه هذا البغوي في "شرح السنة" 12/ 335 - 336 وعزاه لحميد.
(¬6) انظر: "البيان والتحصيل" 18/ 59، "الذخيرة" 13/ 337.

الصفحة 45