كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

[5236] (ثنا عثمان بن أبي شيبة وهناد) بن السري (المعنى قالا: ثنا أبو معاوية) محمد بن خازم الضرير.
(عن الأعمش بإسناده هذا قال: مر علي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ونحن) [لفظ الترمذي وابن ماجه: مر علينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ونحن] (¬1) نعالج خصا (¬2). أي: نعمل، منه حديث العبد: "وليَ حره وعلاجه" (¬3) أي: عمله (نعالج خصا لنا) الخص بيت يعمل من الخشب والقصب، سُمِّي به لما فيه من الخصاص وهي الفرج والأثقاب، ومنه الحديث: أن أعرابيًّا أتى باب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فألقم عينه خصاصة الباب (¬4). أي: فرجته، وأنشد الجوهري:
الخص وفيه تقر أعيننا ... خير من الأجر والكمد (¬5)
والكمد هو الحزن المكتوم الذي يحصل من البناء (¬6) بالآجر والحجر (وهى) أي: تشقق أو خرب أو كاد (فنحن نصلحه، فقال: ما أرى) بضم الهمزة أي: أظن (الأمر) الذي ننتظره (إلا أعجل) أي: أسرع (من ذلك) الذي تصلحه.
وفيه: الحث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة واغتنامها ما دامت
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(¬2) "سنن الترمذي" (2335)، "سنن ابن ماجه" (4160).
(¬3) رواه البخاري (5460) من حديث أبي هريرة مرفوعًا.
(¬4) رواه النسائي 8/ 60 من حديث أنس.
(¬5) "الصحاح" 3/ 1037، وعزاه الجوهري للفزاري.
(¬6) ساقطة من (م).

الصفحة 601