كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

اللَّه) وذكرهما الذهبي في "التجريد في أسماء الصحابة" (¬1) (قال: فمن أكبرهم؟ قال: قلت: شريح. قال: فأنت أبو شريح) فيه: استحباب تكنية الرجل بأكبر أولاده؛ لهذا الحديث، ولما روى الطبراني بإسناد حسن عن أم عياش قالت: ولدت رقية لعثمان غلامًا فسماه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عبد اللَّه، وكنى عثمان بأبي عبد اللَّه (¬2).
[4956] (ثنا أحمد بن صالح) الطبري، المصري، شيخ البخاري (ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب) سيد التابعين (عن أبيه) المسيب (عن جده) حزن بن أبي وهب بن عمرو المخزومي، له هجرة، وكان أحد الأشراف، وأخواه هبيرة وزيد.
(أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: ما اسمك؟ قال: حزن. قال: أنت سهل) وحزن بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي، وزاد البخاري بعد قوله: (أنت سهل) قال: لا أغير اسمًا سمانيه أبي. قال ابن المسيب: فما زالت الحزونة فينا بعد (¬3).
وفي الحديث: دلالة على كراهة الأسماء القبيحة، فإن الحزن في اللغة هو الأرض الغليظة اليابسة التي يشق حرثها، ومنه الحزن بضم الحاء وهو الهم الذي يعتري الآدمي ويضيق به صدره، والحزونة الخشونة والصعوبة.
وقيل: تغيير الاسم القبيح بضده، فإن السهل ضد الحزن، قال
¬__________
(¬1) 2/ 76 (851)، 1/ 338 (3587).
(¬2) "المعجم الكبير" 25/ 92 (235).
(¬3) "صحيح البخاري" (6190)، (6193).

الصفحة 61