كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

البغوي: روي عن سهل بن سعد (¬1) أن رجلًا كان اسمه أسود، فسماه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بأبيض (¬2) (¬3). كما سمى حربًا سلمًا، وهو ضده كما سيأتي.
(قال: لا) أغير اسم أبي؛ لأن (السهل) من الأرض (يوطأ) (¬4) بالمشي فيه بالنعال والدواب وغيرها (ويمتهن) أي: يداس ويبتذل من المهنة (¬5)، قاله في "النهاية" (¬6)، أي: يقصد السهل من الطريق والأرض للمشي فيها والتردد فيها لسهولة ذلك، بخلاف الأرض الخشنة اليابسة الصعبة السلوك، وفي دعائه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلًا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلًا" (¬7) يعني: للمشي فيه.
(قال سعيد) بن المسيب ([فظننت] (¬8) أنه سيصيبنا بعده) أي: يصيب أولاد حزن وذريته ونسله وعقبه من بعد قوله النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- له ذلك، أو بعد موته (حزونة) أي: صعوبة وخشونة. أي: علمت أنه سيحصل له ولنا
¬__________
(¬1) في (ل)، (م): سعيد. وما أثبتناه كما في مصادر التخريج و"شرح السنة".
(¬2) رواه الروياني 2/ 236 (1123)، والطبراني 6/ 204 (6016).
(¬3) "شرح السنة" 12/ 342.
(¬4) بعدها في (ل)، (م): يوطأ.
(¬5) بعدها في (ل): وهي المهنة.
(¬6) 4/ 376.
(¬7) رواه ابن حبان 3/ 255 (974)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (351)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (235)، والضياء في "المختارة" 5/ 62 - 63 (1683 - 1686) من حديث أنس مرفوعًا، وصححه الألباني في "الصحيحة" (2886)، قال: إسناده صحيح على شرط مسلم.
(¬8) ساقطة من (ل)، (م)، وأثبتت من "السنن".

الصفحة 62