كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

فغيره رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وسماه: عتبة، شهد خيبر (¬1).
قال الواقدي: هو آخر من مات بالشام من الصحابة (¬2). فكره العتلة؛ لما فيها من الغلظة والشدة، ومنه قولهم: رجل عتل. أي: شديد غليظ جافٍ، والعتلة عمود حديد تهدم به الحيطان وتكسر به الحجارة والخشب. وقيل: حديدة كبيرة تقطع بها الحجارة والشجر.
ومن صفة المؤمن اللين والسهولة، ولهذا سماه عتبة، فإنه من العتبى، ومنه الحديث: "لا يتمنين أحدكم الموت، إما محسنًا فلعله يزداد، وإما مسيئًا فلعله يستعتب" (¬3) أي: يرجع من الإساءة ويطلب رضا ربه سبحانه، وحديث: "لا بعد الموت مستعتب" (¬4) أي: ليس بعد الموت من استرضاء؛ لأن الأعمال بطلت وانقضى زمنها بالموت.
(وشيطان) وروى الطبراني عن عبد اللَّه بن قرط -بضم القاف وسكون الراء- الثمالي الأزدي أنه جاء إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال له: "ما اسمك؟ " قال: شيطان بن قرط. قال: "أنت عبد اللَّه بن قرط" (¬5). ورجاله
¬__________
= "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" 3/ 150 (1787)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" 2/ 454 (5407).
(¬1) 3/ 150 (1787).
(¬2) انظر السابق.
(¬3) رواه البخاري (5673)، (7235) من حديث أبي هريرة مرفوعًا.
(¬4) رواه القضاعي في "مسند الشهاب" 2/ 204 (1189) من حديث أبي حميد مرفوعًا.
(¬5) ذكره الهيثمي في "المجمع" 8/ 51 وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات. اهـ.
ورواه أحمد 4/ 350 من رواية مسلم بن عبد اللَّه الأزدي، وذكره أيضًا الهيثمي في "المجمع" 8/ 51 وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.

الصفحة 64