كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

وقال في "الاستيعاب": هشام (¬1) بن عامر بن أمية بن الحسحاس الأنصاري، كان يسمى في الجاهلية: شهابًا، فغير النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- اسمه (¬2) (فسماه: هشامًا) واستشهد أبوه عامر يوم أحد، فكره رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- شهابًا؛ لأن الشهاب شعلة من نار، والنار عقوبة اللَّه تعالى، وهي محرقة مهلكة، أعاذنا اللَّه منها، فسماه هشامًا كما تقدم.
(وسمى حربًا) بفتح الحاء المهملة وسكون الراء ثم موحدة.
(سلمًا) بكسر السين وسكون اللام، ولعل سلمًا هذا هو سلم بن عبد الرحمن الجرمي الصحابي، كره اسم الحرب؛ لما فيه من الفتن والخوف والشدائد العظام في ملاقاة العدو، وسماه باسم ضده وهو السلم، وهو الصلح والانقياد والإذعان، وفيه لغة السلم بفتح السين واللام كما قال اللَّه تعالى: {وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ} (¬3)، كما قال: {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} (¬4).
(وسمى: المضطجع المنبعث) من نوبة الطائف، وهو من عبيدهم، هرب كأبي بكرة، كره اسمه المضطجع؛ لأن الاضطجاع هو النوم، وهو قطع الحركة؛ إذ هو كالميت، وسماه بالمنبعث الذي هو ضد المضطجع، وهو المستيقظ، ومنه الحديث: "أتاني الليلة اَتيان فابتعثاني" (¬5) أي: أيقظاني من نومي.
¬__________
(¬1) في (ل)، (م): شهاب. والمثبت من "الاستيعاب".
(¬2) "الاستيعاب" 4/ 102 (2714).
(¬3) النساء: 90.
(¬4) البقرة: 208.
(¬5) رواه البخاري (4674)، (7047) من حديث سمرة بن جندب مرفوعًا.

الصفحة 66