كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

(الأنصارية أن امرأة كانت تختن) بكسر ثالثه (بالمدينة) والختان للذكر والأنثى، بخلاف الخفاض بالخاء المعجمة، فإنه مختص بالجارية دون الغلام، وهذِه المرأة التي تختن بالمدينة هي أم عطية نفسها؛ لما روى الحاكم في "المستدرك" عن الضحاك بن قيس: كان بالمدينة امرأة يقال لها: أم عطية تخفض الجواري، فقال لها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا أم عطية، أخفضي ولا تنهكي؛ فإنه أنضر للوجه وأحظى عند الزوج" وكذا رواه أبو نعيم في ترجمة الفهري (¬1)، ورواه البزار من حديث نافع عن عبد اللَّه بن عمر -رضي اللَّه عنه-: "يا نساء الأنصار، اختضبن غمسًا واخفضن ولا تنهكن؛ فإنه أحظى عند أزواجكن، وإياكن وكفران النعم" (¬2).
(فقال لها النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: لا تنهكي) بفتح أوله وثالثه، وبضم أوله وكسر ثالثه رواية الخطيب (¬3)، أن لا تبالغ في استقصاء الختان. ومنه الحديث: "لينهك الرجل ما بين أصابعه أو انتهكته النار" (¬4) أي: ليبالغ في غسل ما
¬__________
(¬1) "معرفة الصحابة" 3/ 1537 - 1538 (3898/ 3899).
(¬2) "البحر الزخار" 12/ 318 - 319 (6178) لكن بلفظ "خمسًا" بدل "غمسًا"، وبلفظ: "وكفر المنعمين" بدل لفظ "وكفران النعم".
(¬3) "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 397 - 398.
(¬4) رواه النسائي في "الإغراب" (198)، والطبراني في "الأوسط" 3/ 122 (2674) من حديث ابن مسعود مرفوعًا.
ورواه عبد الرزاق 1/ 22 (68)، وابن سلام في "الطهور" (385)، وابن أبي شيبة 1/ 19 (86)، والطبراني 9/ 246 (9211) موقوفًا على ابن مسعود.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 236 وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، ووقفه في "الكبير" على ابن مسعود، وإسناده حسن.

الصفحة 670