كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

قال: ويروى بالفاء (¬1) والثاء المثلثة والدال (¬2).
(وشعب) بكسر الشين المعجمة هو الطريق في الجبل، وقيل: الطريق (الضلالة سماها شعب الهدى) كره اسم الضلالة؛ لما جاء في الحديث: "لولا أن اللَّه لا يحب ضلالة العمل ما رزأناكم عقالًا" (¬3) وضلالة العمل: بطلانه وضياعه، مأخوذ من الضلال، وهو الضياع. قال اللَّه تعالى: {ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (¬4) (وبنو الزنية) بكسر الزاي، وسكون النون (سماهم بني الرشدة) بكسر الراء وسكون الشين، أشار إلى ما في الحديث أنه وفد عليه بنو مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الذين منهم ضرار بن الأزور فقال: "من أنتم؟ " فقالوا: نحن بنو الزنية فقال: "بل أنتم بنو الرشدة" (¬5).
قال الأزهري: كلام العرب المعروف: فلان بن زَنية وابن رشدة. وقيل: زِنية ورشدة، والفتح أفصح اللغتين، وغية بالفتح لا غير (¬6). وحكي الفتح والكسر في "النهاية" من غير ترجيح، قال: وهو آخر ولد
¬__________
(¬1) في (ل)، (م): بالقاف. وما أثبتناه كما في "غريب الحديث" للخطابي.
(¬2) انظر: "غريب الحديث" للخطابي 1/ 528.
(¬3) رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 2/ 414 (1209)، والبيهقي 10/ 171 من حديث الزبيب العنبري مرفوعًا مطولًا.
(¬4) الكهف: 104.
(¬5) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 1/ 292، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 25/ 153 من حديث الكلبي مرفوعًا وذكره الحافظ في "الإصابة" 1/ 341 من رواية عمر ابن شبة إلى أبي وائل، وصحح إسناده.
(¬6) "تهذيب اللغة" 8/ 213.

الصفحة 68