كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

(عن الشعبي، عن مسروق قال: لقيت عمر بن الخطاب فقال: من أنت؟ فقلت: مسروق بن الأجدع) بسكون الجيم الهمداني.
(فقال عمر: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: الأجدع الشيطان) كره اسم الأجدع؛ لأن الجدع قطع الأنف والأذن ونحوها، والمجادعة: المخاصمة، ومنه حديث الصديق قال لابنه: يا غنثر فجدع وسب (¬1). أي: خاصمه وذمه. فلعله سمي الأجدع شيطانًا؛ لأنه الداعي إلى المخاصمة وقطع الأطراف والسب فيه، فسمي به، كما سمى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- المار بين يدي المصلي شيطانًا؛ فقال: "ادفعه، فإن أبي فقاتله؛ فإنَّما هو شيطان" (¬2) لأنه الداعي إلى المرور، فنسب إليه تجوزًا.
[4958] (ثنا) عبد اللَّه بن محمد (النفيلي) أخرج له البخاري (ثنا زهير، ثنا منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف) بالتنوين (عن ربيع ابن عميلة) بضم العين المهملة وفتح الميم مصغر، الفزاري، أخرج له مسلم.
(عن سمرة بن جندب -رضي اللَّه عنه-: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: لا تسمين غلامك) ليس المراد بالغلام العبد فقط، بل الصغير، فإنه يقال عليه غلام إلى أن يبلغ، والأنثى جارية، ولا فرق بين العبد والحر، فإن العلة تأتي فيهما.
(يسارا ولا رباحًا) بفتح الراء والباء الموحدة (ولا نجيحًا ولا أفلح) وفي معناه مفلح، ثم ذكر العلة في النهي عن ذلك (فإنك تقول: أثم)
¬__________
(¬1) رواه البخاري (602)، ومسلم (2057).
(¬2) رواه البخاري (509)، ومسلم (505) من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا.

الصفحة 70