كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

بفتح المثلثة اسم إشارة للمكان (هو؟ ) [أي: أهو] (¬1) هاهنا؟ زاد مسلم: "فلا يكون" (¬2) يعني: فلا يكون هنالك (فيقول: لا) والعلة فيه أن يسمع الإنسان من هذا ما يكره، فإن ظاهره ليس عندنا يسر ولا ربح ولا نجاح ولا فلاح.
(إنما هن أربع) كلمات هذا مدرج في آخر الحديث من قول سمرة بن جندب الراوي (فلا تزيدن) بضم الدال؛ لأنه نهي للجمع، أصله: لا تزيدون (عليَّ) بتشديد الياء آخره؛ أي: لا تزيدون على ما ذكرته، وليس المراد بعدم الزيادة أن النهي يختص بهذِه الأربع، فلا يقاس عليها ما في معناها، بل الحكم يتعدى إلى ما في معناها، وأن المراد بقوله: (لا تزيدن عليَّ) ذلك تحقيق أن الذي سمعه من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-[هنا هي الأربع لا أكثر منها؛ تحقيقًا لما سمعه ونفيا أن يقال عنه ما لم يسمعه من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-] (¬3). وإن سلم أن ذلك من قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لا من قول من سمعه، فإن الأصل عدم الإدراج حتى يثبت بنص، ولا نص هنا، بل سياق الكلام يدل أنه من كلام الرسول.
فنقول أيضًا: ليس معناه أيضًا المنع من القياس، بل أن يزاد عليه اسم (¬4) لم يقله، فإن الفرع يلحق بأصله في الحكم لا في القول، وبيانه أنا إذا ألحقنا الزبيب بالتمر في تحريم الربا قياسًا عليه، فلا
¬__________
(¬1) ساقط من (م).
(¬2) "صحيح مسلم" (2137).
(¬3) ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(¬4) في (ل)، (م): اسمًا. والجادة ما أثبتناه.

الصفحة 71