كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

عن ذلك؛ فإنه قد وجد النهي، ولا بد وهو صادق، فلا بد من تأويل لفظه، وما تقدم أولى.
(أن يسموا) الرقيق (نافعًا، وأفلح، وبركة) يؤخذ من هذا ترك ما يحصل منه التطير والتفاؤل، ومن لم يحصل منه التفاؤل فجائز لزوال المحذور (قال الأعمش: ولا أدري ذكر) (¬1) أبو سفيان (نافعًا أم لا؟ فإن الرجل إذا جاء) يطلب من اسمه بركة (يقول: أثم بركة؟ ) أم لا (فيقولون: لا) فربما كره ذلك وتفاءل به، فنهى عن ذلك سدًّا للذريعة.
(قال) المصنف (روى أبو الزبير) محمد بن مسلم المكي (عن جابر) ابن عبد اللَّه (عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- نحوه) و (لم يذكر) فيه (بركة).
قال المنذري: هذا الذي قاله أبو داود -رضي اللَّه عنه- في حديث أبي الزبير عن جابر فيه نظر؛ فقد أخرج مسلم في "صحيحه" هذا الحديث من حديث ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، ولفظه: أراد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أن ينهى أن يسمى بيعلى وببركة وبأفلح وبيسار وبنافع، ونحو ذلك، ثم رأيته لقد سكت عنها فلم يقل شيئًا (¬2) (¬3).
[4961] (ثنا أحمد بن حنبل، ثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد) عبد اللَّه بن ذكوان المدني.
(عن الأعرج، عن أبي هريرة يبلغ به النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: أخنع) بسكون الخاء المعجمة (اسم) أي: أخنع، والخنوع: الخضوع والذل، يقال:
¬__________
(¬1) بعدها في (ل): أذكر. عليها: خـ.
(¬2) "صحيح مسلم" (2138).
(¬3) "مختصر سنن أبي داود" 7/ 257.

الصفحة 74