كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

"الاستيعاب" (¬1).
(قال: فينا نزلت) زاد ابن ماجه: معشر الأنصار (¬2) (هذِه الآية في بني سلمة) بكسر اللام، وهي قبيلة من الأنصار، وليس في سلمة بكسر اللام إلا هذِه القبيلة، وعمرو بن سلمة الجرمي ({وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}) (¬3) أي: لا يدعو أحدهم أخاه بما يكرهه من الألقاب ولا يحدد له لقبًا ينقصه ويعيبه، والتنابز: تفاعل من النبز، والنبز بالتحريك: اللقب، وبالسكون: المصدر، قال أبو علي: معناه: لا يلقب بعضكم بعضًا بغير اسمه الذي يحب أن يُدعى به، والذي سمي به وسماه به أبواه، على جهة الذم والتعنيف.
({بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ}) (¬4) أي: بئس أن يسميه فاسقًا بعد أن آمن وتاب من فسقه الذي كان عليه، قيل: في الآية دلالة على أن من فعل ما نهى اللَّه عنه في هذِه الآية من السخرية واللمز والنبز فقد صار فاسقًا مذمومًا، وعلى أن الفاسق في حال فسقه ليس بمؤمن؛ لأن اسم الفسق إنما يلزمهم بعد اسم الإيمان، ولو كان مؤمنًا فاسقا لقال: بئس الاسم الفسوق مع الإيمان، والصحيح أن الفاسق مؤمن (¬5) حال فسقه. (قال) أبو جبيرة (قدم علينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) في بني سلمة (وليس منا
¬__________
(¬1) 4/ 185 (2919).
(¬2) "سنن ابن ماجه" (3741).
(¬3) الحجرات: 11.
(¬4) الحجرات: 11.
(¬5) في (ل)، (م): مؤمنًا. والجادة ما أثبتناه.

الصفحة 78