كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 19)

الحجازي (الحجبي) بفتح الحاء المهملة والجيم، ونسبته إلى حجابة بيت اللَّه الحرام، وهو مستور (عن جدته صفية بنت شيبة) حاجب بيت اللَّه، وهو شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، العبدرية، بقيت إلى زمن الوليد (عن عائشة رضي اللَّه عنها) قال الذهبي: هو حديث عالٍ في السند، ولا يُروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد (¬1).
(قالت: جاءت امرأة إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقالت: يا رسول اللَّه، إني قد ولدت غلامًا فسميته محمدًا، وكنيته أبا القاسم، فذكر لي أنك تكره ذلك) فيه: أن من فعل شيئًا أو قال قولًا ثم بلغه أنه لا يجوز، أن يسأل أهل العلم عنه، فإن كان جائزًا استمر عليه، وإن لم يجز فيتركه ويتوب إلى اللَّه تعالى منه، ويعزم أن لا يعود إليه.
(فقال: ما الذي أحل اسمي وحرم كنيتي؟ أو) قال الراوي (ما الذي حرم كنيتي وأحل اسمي) في هذا الحديث أيضًا دلالة على جواز الجمع
¬__________
(¬1) لم أقف على قولة الذهبي: "هو حديث عالِ في السند"، وإنما قال في "سير أعلام النبلاء" في ترجمة صفية بنت شيبة: روت عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في "سنن أبي داود" و"النسائي"، وهذا أقوى المراسيل. اهـ، وحكم بإرساله لأنه رجح عدم رؤيتها للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- موافقًا لما نقله عن الدارقطني من توهيهه لصحبتها.
ورد ابن حجر على القول بعدم رؤيتها للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في ترجمتها في "الإصابة" 4/ 348 (653) قائلًا: مختلف في صحبتها، قال: قال أبان بن صالح عن الحسن بن مسلم عن صفية بنت شيبة قالت: سمعت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . وأخرج ابن منده من طريق محمد بن جعفر بن الزبير عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي ثور عن صفية بنت شيبة قالت: واللَّه لكأني انظر إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حين دخل الكعبة. . الحديث. انتهى كلام الحافظ. وقوله: "لا يروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد" قاله في "ميزان الاعتدال" 5/ 118 (8012) معزوًّا للطبراني. وقد قاله الطبراني في "المعجم الصغير" 1/ 32 (16).

الصفحة 91