كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 19)

٦٦٧٥٧ - قال محمد بن السائب الكلبي -من طريق معمر-: فحينئذ سُخِّرت له الشياطين والرياح (¬١). (ز)

٦٦٧٥٨ - قال مقاتل بن سليمان: فلمّا رجع سليمانُ إلى مُلكه وسلطانه {قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِن بَعْدِي إنَّكَ أنْتَ الوَهّابُ}، فوهب اللهُ - عز وجل - له مِن المُلْك ما لم يكن له ولا لأبيه داودَ?، فزاده الرياحَ والشياطينَ بعد ذلك (¬٢) [٥٥٧٤]. (ز)

٦٦٧٥٩ - قال مقاتل بن حيان: كان سليمان ملِكًا، ولكنه أراد بقوله: {لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِن بَعْدِي} تسخير الرياح والطير (¬٣). (ز)

آثار متعلقة بالآية:
٦٦٧٦٠ - عن سَلامانَ بن عامر الشعباني، قال: بلغني أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أرأيتم سليمانَ وما أعطاه الله تعالى مِن مُلكه، فإنّه لم يكن يرفع طرفه إلى السماء تَخَشُّعًا لله، حتى قبضه الله» (¬٤). (١٢/ ٥٩٠)

٦٦٧٦١ - عن عمر بن علي بن حسين، قال: مشيتُ مع أخي أبي جعفر، فقلت: زعموا: أنّ سليمان سأل ربَّه أن يهب له مُلْكًا! قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن
---------------
[٥٥٧٤] ذكر ابنُ عطية (٧/ ٣٤٩ بتصرف) في تفسير قوله تعالى: {وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي} قولين، فقال: «واختلف المتأولون في معنى قوله: {لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِن بَعْدِي} فقال جمهور الناس: أراد أن يفرده بين البشر لتكون خاصة له وكرامة. وقال قتادة، وعطاء بن أبي رباح: إنما أراد سليمان: لا ينبغي لأحد من بعدي مُدَّة حياتي، أي: لا أُسْلَبه ويصير إلى أحد كما صار إلى الجني». وعلّق على القول الأول، فقال: «وهذا هو الظاهر من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في خبر العفريت الذي عرض له في صلاته، فأخذه، وأراد أن يوثقه بسرية مِن سواري المسجد، قال: «ثم ذكرت قول أخي سليمان: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِن بَعْدِي} فأرسلته»».
ورجّح ابنُ كثير (١٢/ ٩٥) مستندًا إلى السياق والسنة القول الأول، فقال بقوله: «وهذا هو ظاهر السياق من الآية، وبه وردت الأحاديث الصحيحة من طُرُق عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -».
_________
(¬١) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ١٦٥.
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٦٤٦.
(¬٣) تفسير الثعلبي ٨/ ٢١٠، وجاء عقِبه: يدل عليه ما بعده.
(¬٤) أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/ ٢٠٦ موقوفًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وعزا السيوطي إلى ابن أبي حاتم نحوه مرفوعًا من رواية عبد الله بن عمرو.

الصفحة 106