كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 19)

يعني: في حمية، كقوله في البقرة [٢٠٧]: {أخَذَتْهُ العِزَّةُ بِالإثْمِ} الحمية، {وشِقاقٍ} اختِلاف (¬١). (ز)

٦٦٢٨٠ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وشِقاقٍ}، قال: يُعادُون أمرَ الله ورسله وكتابه، ويشاقون، ذلك عزة وشقاق. فقلتُ له: الشِّقاق: الخلاف؟ فقال: نعم (¬٢). (ز)


{كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (٣)}
نزول الآية:
٦٦٢٨١ - قال عبد الله بن عباس: كان كُفّار مكة إذا قاتلوا فاضُطروا في الحرب قال بعضُهم لبعض: مناص. أي: اهربوا وخذوا حذركم، فلمّا نزل بهم العذاب ببدر قالوا: مناص. فأنزل الله سبحانه: {ولاتَ حِينَ مَناصٍ} (¬٣). (ز)

تفسير الآية:
٦٦٢٨٢ - عن عبد الله بن عباس: أنّ نافع بن الأزرق قال له: أخبِرني عن قوله: {ولاتَ حِينَ مَناصٍ}. قال: ليس بحين فِرار. قال: وهل تعرفُ العربُ ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت الأعشى وهو يقول:
تذكّرتُ ليلى لات حين تذكُّر ... وقد تبتُ عنها والمناص بعيد؟ (¬٤). (١٢/ ٥٠٤)

٦٦٢٨٣ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- {فَنادَوْا ولاتَ حِينَ مَناصٍ}، قال: نادوا النداء حين لا ينفعهم. وأنشد:
تذكَّرتُ ليلى لات حين تذكُّر (¬٥). (١٢/ ٥٠٤)

٦٦٢٨٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي ظبيان- في قوله: {ولاتَ حِينَ
---------------
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٦٣٥.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ١١.
(¬٣) أورده الثعلبي ٨/ ١٧٨، والبغوي ٧/ ٧١. وفي تفسير الثعلبي (ط: دار التفسير) ٢٢/ ٤٦٠ أنه من قول ابن كيسان.
(¬٤) مسائل نافع (٥١).
(¬٥) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.

الصفحة 11