كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 19)

سخَّر له الشياطين مَن يغوصون له ويعملون عملًا دون ذلك، يعني: مِن دون الغوص؛ بنيان المدائن، قال: {والشياطين كل بناء وغواص} (¬١). (ز)

٦٦٧٩٥ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: {والشَّياطِينَ كُلَّ بَنّاءٍ} قال: يعملون له ما يشاء مِن محاريب وتماثيل، {وغَوّاصٍ} قال: يستخرجون له الحلي من البحر (¬٢). (١٢/ ٥٩٣)

٦٦٧٩٦ - قال مقاتل بن سليمان: {و} سخرنا له {الشَّياطِينَ كُلَّ بَنّاءٍ وغَوّاصٍ} كانوا يبنون له ما يشاءُ مِن البنيان، وهو محاريب وتماثيل، ويغوصون له في البحر، فيستخرجون له اللؤلؤ، وكان سليمان أول مَن استخرج اللؤلؤ من البحر (¬٣). (ز)

٦٦٧٩٧ - عن عبد الملك ابن جريج، في قوله: {والشَّياطِينَ كُلَّ بَنّاءٍ وغَوّاصٍ}، قال: يغوص للحلية، و {بَنّاءٍ} بنوا لسليمان قصرًا على الماء، فقال: اهدموه مِن غير أن تمسه الأيدي. فرموه بالقذّافات حتى وضعوه، فبقيت لنا منفعته بعدهم. فكان من عمل الجن بقيت لنا منفعته؛ السياط، كان يضرب الجن بالخشب، فيكسر أيديها وأرجلها، فقالوا: هل لك توجعنا ولا تكسرنا؟ قال: نعم. فدلوه على السياط. ورخاء الماء والتمويه (¬٤)؛ أمَرَ الجن فمَّوهت على اللَّبِن، ثم أمر به فأُلقي على الأساطين تحت قوائم خيل بلقيس. والقارورة؛ لما أخرج الأعورَ شيطانَ البحر حين أراد بناء بيت المقدس، قال الأعور: ابتغوا لي بيضة هدهد. ثم قال: اجعلوا عليها قارورة. فجاء الهدهد، فجعل يرى بيضته، وهو لا يقدر عليها، ويطيف بها، فانطلق فجاء بماسة مثل هذه تَصِف المحِطب (¬٥)، فوضعها على القارورة، فانشقَّت، فشقَّ بيت المقدس بتلك الماسة. والقذافة، والغوْص، والنُّورَة (¬٦). وكان في البحر كنز، فدلُّوا عليه سليمان. وزعموا: أن سليمان يدخل الجنة بعد الأنبياء بأربعين سنة؛ لِما أُعْطِي مِن الملك في الدنيا (¬٧). (١٢/ ٥٩٣)
---------------
(¬١) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٢/ ٢٤١.
(¬٢) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ١٦٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٦٤٧.
(¬٤) التمويه: الطلاء بذهب أو فضة. اللسان (موه).
(¬٥) تصف: تُشْبِه. التاج (وصف). والمحطب: آلة لقطع الحطب. اللسان (حطب).
(¬٦) النورة: الحجر الذي يحرق ويسوى، ويحلق به شعر العانة. اللسان (نور).
(¬٧) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.

الصفحة 113