كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 19)

بِغَيْرِ حِسابٍ} (¬١). (ز)

٦٦٨٠٤ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله تعالى: {هَذا عَطاؤُنا}، قال: قال سليمان: أُوتينا مما أُوتي الناس ومما لم يُؤْتَوا، وعُلِّمنا ما عُلِّم الناس وما لم يعلموا؛ فلم نر شيئًا أفضل من خشية الله في الغيب والشهادة، والقصد في الفقر والغنى، وكلمة الحق في الرِّضا والغضب (¬٢). (ز)

٦٦٨٠٥ - عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- {هَذا عَطاؤُنا}: هذا مُلكنا (¬٣). (ز)

٦٦٨٠٦ - عن الحسن البصري -من طريق قتادة- في قوله: {هَذا عَطاؤُنا}، قال: المُلك الذي أعطيناك، فأعطِ ما شئت، وامنع ما شئت، فليس لك تبعة ولا حساب (¬٤). (١٢/ ٥٩٤ - ٥٩٥)

٦٦٨٠٧ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {هَذا عَطاؤُنا فامْنُنْ أوْ أمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ}، قال: هؤلاء الشياطين، احبس ما شئت منهم في وثاقك هذا وفي عذابك، وسرِّح مَن شئت منهم، فاتخذ عندهم يدًا (¬٥). (١٢/ ٥٩٤ - ٥٩٥)

٦٦٨٠٨ - عن عبد الملك ابن جُرَيج، في قوله: {هَذا عَطاؤُنا}، قال: كل هذا أعطاه إيّاه بعد ردِّ الخاتم (¬٦) [٥٥٧٥]. (١٢/ ٥٩٤)
---------------
[٥٥٧٥] اختلف السلف في تفسير قوله: {هذا عطاؤنا} على أقوال: الأول: أنّه المُلك الذي أعطاه الله. الثاني: ذلك تسخيره له الشياطين. الثالث: أنه ما أوتي من القوة على الجماع.
وقد رجّح ابنُ جرير (٢٠/ ١٠٠) مستندًا إلى السياق القول الأول، وعلَّل ذلك بقوله: «وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب: القولُ الذي ذكرناه عن الحسن والضحاك مِن أنه عُنِي بالعطاء: ما أعطاه مِن المُلك -تعالى ذِكْرُه-، وذلك أنه -جلَّ ثناؤه- ذكر ذلك عَقِيب خبره عن مسألة نبيه سليمان -صلوات الله وسلامه عليه- إيّاه مُلكًا لا ينبغي لأحد من بعده، فأخبر أنه سخر له ما لم يسخر لأحد من بني آدم، وذلك تسخيره له الريح والشياطين على ما وصفت، ثم قال له -عزَّ ذِكْرُه-: هذا الذي أعطيناك من الملك، وتسخيرنا ما سخرنا لك عطاؤنا، ووهبنا لك ما سألتنا أن نهبه لك من الملك الذي لا ينبغي لأحد من بعدك».
ووافقه ابنُ عطية (٧/ ٣٥٠) مستندًا إلى السياق بقوله: «وقال الحسن بن أبي الحسن: أشار إلى جميع ما أعطاه من الملك، وأمره بأن يمن على من يشاء ويمسك عمن يشاء، فكأنه وقفه على قدر النعمة، ثم أباح له التصرف فيه بمشيئته، وهو تعالى قد علم منه أن مشيئته - عليه السلام - إنما تتصرف بحكم طاعة الله، وهذا أصحُّ الأقوال وأجمعها لتفسير الآية».
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ١٠٠، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (ت: إسماعيل إبراهيم عوض) ١/ ٣٢٢ (٤٥٠).
(¬٢) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ١٦٦.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ٩٩.
(¬٤) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ٩٩. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(¬٥) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ١٠٠. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(¬٦) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.

الصفحة 115