كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 19)

والحيوان وكل شيء هلك بعينه، ثم أبقاه الله فيها حتى وهب له مِن نسولها أمثالها، فهو قوله: {ووَهَبْنا لَهُ أهْلَهُ ومِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنّا}، وكانوا ماتوا غيرَ الموت الذي أتى على آجالهم تسليطًا مِن الله للشيطان؛ فأحياهم الله، فوفّاهم آجالهم (¬١). (ز)

٦٦٨٥١ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله تعالى: {ووَهَبْنا لَهُ أهْلَهُ ومِثْلَهُمْ مَعَهُمْ}، قال: فأحياهم الله بأعيانهم، وزاده مثلهم معهم (¬٢). (ز)

٦٦٨٥٢ - قال مقاتل بن سليمان: {ووَهَبْنا لَهُ أهْلَهُ ومِثْلَهُمْ مَعَهُمْ} فأضعف الله - عز وجل - له، وكان له سبعَ بنين وثلاثَ بنات قبل البلاء، وولدت له امرأتُه بعد البلاء سبعَ بنين وثلاثَ بنات، فأضعف الله له {رَحْمَةً} يعني: نعمة {مِنّا}، ثم قال: {وذِكْرى} يعني: تَفَكُّر {لِأُولِي الأَلْبابِ} يعني: أهل اللُّبِّ والعقل (¬٣). (ز)

٦٦٨٥٣ - قال سفيان الثوري في قوله: {ووَهَبْنا لَهُ أهْلَهُ} قال: أحيينا له أهله، {ومِثْلَهُمْ مَعَهُمْ} (¬٤) [٥٥٧٨]. (ز)


{وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ}
٦٦٨٥٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق يوسف بن مهران- قال: إنّ إبليس قعد على الطريق، واتَّخذ تابوتًا يداوي الناس، فقالت امرأةُ أيوب: يا عبد الله، إنّ ههنا مُبتلىً مِن أمره كذا وكذا، فهل لك أن تداويه؟ قال: نعم، بشرط إن أنا شفيته أن يقول: أنت شفيتَني. لا أريد منه أجرًا غيره، فأتت أيوبَ، فذكرت ذلك له، فقال: ويحكِ، ذاك الشيطانُ، لله عَلَيَّ إن شفاني اللهُ أن أجلدك مائة جلدة. فلمّا شفاه الله أمره أن يأخذ ضِغثًا، فيضربها به، فأخذ عِذقًا فيه مائة شِمْراخ (¬٥)، فضربها به ضربة واحدة (¬٦). (١٢/ ٥٩٩)
---------------
[٥٥٧٨] أفادت الآثارُ أنّ الله تعالى ردَّ على أيوب أهلَه ومَن هلك مِن حاشيته ورعيته في الدنيا. وقد ذكر ابنُ عطية (٧/ ٣٥٣) هذا القول، وقولًا آخر: أنّ ذلك كله وعد في الآخرة. ثم علّق بقوله: «والأول أكثر في قول المفسرين».
_________
(¬١) ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/ ٩٤ - .
(¬٢) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ١١٠.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٦٤٨.
(¬٤) تفسير سفيان الثوري (٢٥٩).
(¬٥) الشِّمْراخ: العِثْكال الذي عليه البُسْر، وأَصله في العِذْق، وقد يكون في العنب. اللسان (شمرخ).
(¬٦) أخرجه ابن عساكر ١٠/ ٧٦. وعزاه السيوطي إلى أحمد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم.

الصفحة 126