كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 19)

عودًا فيه تسعة وتسعون عودًا، والأصل تمام المائة. وذلك أنّ امرأته قال لها الشيطان: قولي لزوجك يقول: كذا وكذا. فقالت له، فحلف أن يضربها مائةً، فضربها تلك الضربة، فكانت تحِلَّةً ليمينه، وتخفيفًا عن امرأته (¬١). (١٢/ ٦٠٤)

٦٦٨٦٩ - عن عبد الرحمن بن جبير -من طريق صفوان- قال: ابتُلِي أيوبُ بماله وولده وجسده، حتى طُرِح في المزبلة، جعلت امرأته تخرج تكسب عليه ما تطعمه، فحسده الشيطان على ذلك، فكان يأتي أصحابَ الخبز والشاء الذين كانوا يتصدقون عليها، فيقول: اطردوا هذه المرأة التي تغشاكم؛ فإنها تعالج صاحبَها، وتلمسه بيدها، فالناس يتقذَّرون طعامَكم مِن أجلها، إنها تأتيكم وتغشاكم. فجعلوا لا يدنونها منهم، ويقولون: تباعدي عَنّا، ونحن نطعمك ولا تقربينا. فأخبرت بذلك أيوب، فحمد الله على ذلك، وكان يلقاها إذا خرجت كالمتحزِّن بما لقي أيوب، فيقول: لَجَّ صاحبُك، وأبى إلا ما أتى، واللهِ، لو تكلم بكلمة واحدة لكُشف عنه كل ضر، ولرجع إليه ماله وولده. فتجيء فتخبر أيوب، فيقول لها: لقيك عدوُّ الله فلقّاك هذا الكلام! لئن أقامني اللهُ مِن مرضي لأجلدنك مائة. فلذلك قال الله تعالى: {وخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فاضْرِبْ بِهِ ولا تَحْنَثْ}. يعني بالضِّغث: القبضة مِن المكانس (¬٢). (١٢/ ٦٠٢)

٦٦٨٧٠ - عن عطاء [بن أبي رباح]-من طريق ابن جريج- في قوله: {وخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا}، قال: عيدانًا رطبة (¬٣). (ز)

٦٦٨٧١ - قال مقاتل بن سليمان: {وخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا} يعني بالضغث: القبضة الواحدة، فأخذ عيدانًا رطبة -وهي الأسل- مائة عود، عدد ما حلف عليه، وكان حلف ليجلدن امرأته مائة جلدة، {فاضْرِبْ بِهِ ولا تَحْنَثْ} يعني: ولا تأثم في يمينك التي حلفت عليها، فعَمَدَ إليها، فضربها بمائة عود ضربة واحدة، فأوجعها، فبرئت يمينه، وكان اسمها: دنيا (¬٤). (ز)

٦٦٨٧٢ - عن سفيان الثوري، في قوله: {وخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا}، قال: لم يُجعَل لأحدٍ بعده (¬٥). (ز)
---------------
(¬١) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ١٦٧ - ١٦٨ من طريق معمر واللفظ له، وابن جرير ٢٠/ ١١٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(¬٢) أخرجه أحمد في الزهد ص ٨٩، وابن جرير ٢٠/ ١١١، ١١٣.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ١١٢.
(¬٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٦٤٨.
(¬٥) تفسير سفيان الثوري (٢٥٩).

الصفحة 129