كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 19)

{وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ}

قراءات:
٦٦٩٧٧ - عن مجاهد بن جبر أنه قرأ: «وأُخَرُ مِن شَكْلِهِ أزْواجٌ» برفع الألف ونصب الخاء (¬١) [٥٥٨٥]. (١٢/ ٦١٤)

٦٦٩٧٨ - عن الحسن [البصري]-من طريق عمرو [بن عبيد]-: {وآخَرُ مِن شَكْلِهِ أزْواجٌ} (¬٢). (ز)

تفسير الآية:
٦٦٩٧٩ - عن عبد الله بن مسعود -من طريق مرة الهمداني- في قوله: {وآخَرُ مِن شَكْلِهِ أزْواجٌ}، قال: الزَّمْهَرِير (¬٣). (١٢/ ٦١٣)
---------------
[٥٥٨٥] ذكر ابنُ جرير (٢٠/ ١٣٠ - ١٣١) هذه القراءة، ثم علَّق عليها، فقال: «وقرأ ذلك بعضُ المكيين وبعض البصريين: «وأُخَرُ» على الجماع، وكأنّ مَن قرأ ذلك كذلك كان عنده لا يصلح أن يكون الأزواج -وهي جمع- نعتًا لواحد، فلذلك جمع أُخَر لتكون الأزواج نعتًا لها؛ والعرب لا تمنع أن ينعت الاسم إذا كان فعلًا بالكثير والقليل والاثنين كما بينا، فتقول: عذاب فلان أنواع، ونوعان مختلفان».

وذكر ابنُ جرير قراءة من قرأ ذلك بالتوحيد، وعلَّق عليها، فقال: «عامة قراء المدينة والكوفة: {وآخر من شكله أزواج} على التوحيد، بمعنى: هذا حميم وغساق فليذوقوه، وعذاب آخر من نحو الحميم ألوان وأنواع، كما يقال: لك عذاب من فلان ضروب وأنواع، وقد يحتمل أن يكون مرادًا بالأزواج: الخبر عن الحميم والغساق، وآخر من شكله، وذلك ثلاثة، فقيل: أزواج، يراد أن ينعت بالأزواج تلك الأشياء الثلاثة».
ثم رجَّحها مستندًا إلى الأصحّ لغة وأقوال أهل التأويل بقوله: «وأعجب القراءتين إلَيَّ أن أقرأ بها: {وآخر} على التوحيد، وإن كانت الأخرى صحيحة لاستفاضة القراءة بها في قراء الأمصار، وإنما اخترنا التوحيد لأنه أصح مخرجًا في العربية، وأنه في التفسير بمعنى التوحيد. وقيل: إنه الزمهرير».
_________
(¬١) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وأخرجه إسحاق البستي ص ٢٥٣ من طريق هارون.
وهي قراءة متواترة، قرا بها أبو عمرو، ويعقوب، وقرأ بقية العشرة: {وآخَرُ} بفتح الهمزة وألف بعدها. انظر: النشر ٢/ ٣٦١، والإتحاف ص ٤٧٨.
(¬٢) أخرجه إسحاق البستي ص ٢٥٣.
(¬٣) أخرجه سفيان الثوري ص ٢٦٠ - ٢٦١، وعبد الرزاق ٢/ ١٦٦ - ١٦٧، وابن جرير ٢٠/ ١٣٢. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.

الصفحة 147