كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 19)

{قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (٦٥) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (٦٦)}
٦٧٠١٥ - قال مقاتل بن سليمان: {قُلْ} لكفار مكة: {إنَّما أنا مُنْذِرٌ} يعني: رسول، {وما مِن إلَهٍ إلّا اللَّهُ الواحِدُ} لا شريك له، {القَهّارُ} لخلقه، ثم عظَّم نفسه عن شركهم، فقال سبحانه: {رَبُّ السَّماواتِ والأَرْضِ وما بَيْنَهُما} فإن مَن يعبد فيهما فأنا ربهما وربُّ من فيهما، {العَزِيزُ} في ملكه، {الغَفّارُ} لمن تاب (¬١). (ز)

آثار متعلقة بالآية:
٦٧٠١٦ - عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تضوَّر (¬٢) مِن الليل قال: «لا إله إلا الله الواحد القهار، رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار» (¬٣). (١٢/ ٦١٦)


{قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (٦٧) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (٦٨)}
٦٧٠١٧ - قال عبد الله بن عباس =

٦٧٠١٨ - وقتادة بن دعامة: {هُوَ} يعني: القرآن {نَبَأٌ عَظِيمٌ} (¬٤). (ز)

٦٧٠١٩ - عن شريح القاضي -من طريق ابن سيرين- أنّ رجلًا قال له: أتقضي عَلَيَّ بالنبأ؟! قال: فقال له شريح: أوليس القرآن نبأ؟! قال: وتلا هذه الآية: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ}، قال: وقضى عليه (¬٥) [٥٥٨٩]. (ز)
---------------
[٥٥٨٩] علَّق ابنُ عطية (٧/ ٣٦١) على قول شريح، فقال: «وهذا الجواب من شريح إنما هو بحسب لفظ الأعرابي، ولم يحرر معه الكلام، وإنما قصد إلى ما يقطعه به؛ لأن الأعرابي لم يفرق بين الشهادة والنبأ».
_________
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٦٥٢.
(¬٢) تضور: تلوى وتقلب. النهاية (ضور).
(¬٣) أخرجه ابن حبان ١٢/ ٣٤٠ (٥٥٣٠)، والحاكم ١/ ٧٢٤ (١٩٨٠).
قال ابن أبي حاتم في العلل ٥/ ٣٧٣ (٢٠٥٤): «قال أبو زرعة: ... حديث منكر، وسمعت أبي أيضًا يقول: هذا حديث منكر». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه». وقال ابن حجر في إتحاف المهرة ١٧/ ٣٢٠ (٢٢٣٢٠): «هو معلول». وقال المناوي في فيض القدير ٥/ ١١٢ (٦٦١٥): «قال الحاكم: على شرطهما. وأقرّه الذهبي، وقال الحافظ العراقي في أماليه: حديث صحيح». وأورده الألباني في الصحيحة ٥/ ٩٨ (٢٠٦٦).
(¬٤) تفسير البغوي ٧/ ١٠١.
(¬٥) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ١٤١.

الصفحة 154