كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 19)

الدنيا، وهو يوم القيامة. وقرأ: {لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ} [الأنعام: ٦٧]، قال: وهذا أيضًا الآخرة؛ يستقر فيها الحق، ويبطل الباطل (¬١) [٥٦٠١]. (١٢/ ٦٣١)
---------------
[٥٦٠١] اختلف السلف في مدة الحين على أقوال: الأول: أن نهايته الموت. الثاني: نهايته يوم بدر. الثالث: أن نهايته القيامة.
وقد رجّح ابنُ جرير (٢٠/ ١٥٢) التعميم لدلالة اللغة والعموم في ذلك، فقال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يُقال: إن الله أعلم المشركين المكذبين بهذا القرآن أنهم يعلمون نبأه بعد حين، مِن غير حَدٍّ منه لذلك الحين بحَدٍّ، وقد علم نبأه من أحيائهم الذين عاشوا إلى ظهور حقيقته، ووضوح صحته في الدنيا، ومنهم مَن علم حقيقة ذلك بهلاكه ببدر وقبل ذلك، ولا حدَّ عند العرب للحين، لا يجاوز ولا يقصر عنه؛ فإذ كان ذلك كذلك فلا قول فيه أصحُّ مِن أن يطلق كما أطلقه الله من غير حصر ذلك على وقت دون وقت». واستدل بقول عكرمة من طريق أيوب.
وذكر ابنُ كثير (٧/ ٨٣) القول الأول والثالث، ثم علّق قائلًا: «يعني: يوم القيامة، ولا منافاة بين القولين؛ فإن من مات فقد دخل في حكم القيامة».
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ١٥١ - ١٥٢.

الصفحة 170