كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 19)

أن أُوَحِّد الله {مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} يعني: له التوحيد، {وأُمِرْتُ لِأَنْ أكُونَ أوَّلَ المُسْلِمِينَ} يعني: المخلصين بتوحيد الله - عز وجل -، {قُلْ} لهم: {إنِّي أخافُ إنْ عَصَيْتُ رَبِّي} فرجعتُ إلى مِلّة آبائي {عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قُلْ} لهم يا محمد: {اللَّهَ أعْبُدُ مُخْلِصًا} موحِّدًا {لَهُ دِينِي} (¬١). (ز)


{فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (١٥)}
٦٧٢٣٨ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {قُلْ إنَّ الخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أنْفُسَهُمْ} الآية، قال: هم الكُفّار الذين خلقهم الله للنار، وخلق النار لهم، فزالت عنهم الدنيا، وحُرِّمت عليهم الجنة، قال الله: {خسر الدنيا والآخرة} [الحج: ١١] (¬٢). (١٢/ ٦٤٠)

٦٧٢٣٩ - عن عبد الله بن عباس، في قوله: {الَّذِينَ خَسِرُوا أنْفُسَهُمْ وأَهْلِيهِمْ يَوْمَ القِيامَةِ}، قال: أهليهم مِن أهل الجنة، كانوا أُعِدُّوا لهم لو عملوا بطاعة الله فغبنوهم (¬٣) [٥٦١٦]. (١٢/ ٦٤٠)

٦٧٢٤٠ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- في قوله: {إنَّ الخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أنْفُسَهُمْ} قال: غبنوا أنفسهم وأهليهم، {خَسِرُوا أنْفُسَهُمْ} يخسرونها، فيتحسّرون في النار وهم أحياء، ويخسرون أهليهم، فلا يكون لهم أهل يرجعون إليهم (¬٤). (١٢/ ٦٤٠)

٦٧٢٤١ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- {الَّذِينَ خَسِرُوا أنْفُسَهُمْ وأَهْلِيهِمْ يَوْمَ القِيامَةِ}، قال: ليس أحدٌ إلا قد أعدَّ اللهُ تعالى له أهلًا في الجنة إن أطاعه (¬٥). (١٢/ ٦٤١)

٦٧٢٤٢ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجِيح-، مثله (¬٦). (١٢/ ٦٤١)
---------------
[٥٦١٦] علَّق ابنُ عطية (٧/ ٣٨٢) على قول ابن عباس وما في معناه بقوله: «فهذا كما لو قال: خسروا أنفسهم ونعيمهم، أي: الذي كان يكون لهم».
_________
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٦٧٢ - ٦٧٣.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ١٨١.
(¬٣) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(¬٤) أخرجه ابن جرير بنحوه ٢٠/ ١٨١ - ١٨٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(¬٥) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ١٧١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(¬٦) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ١٧١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.

الصفحة 199