كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 19)

٦٧٢٦٤ - قال إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {فَيَتَّبِعُونَ أحْسَنَهُ}: أحسن ما يؤمرون، فيعملون به (¬١) [٥٦١٨]. (ز)

٦٧٢٦٥ - عن محمد بن السّائِب الكلبي، في قوله: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أحْسَنَهُ}، قال: هو الرجل الذي يقعد إلى المحدِّث، فيقوم بأحسن ما سمع (¬٢). (١٢/ ٦٤٣)

٦٧٢٦٦ - قال مقاتل بن سليمان: ثم نعتهم، فقال: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ} يعني: القرآن، {فَيَتَّبِعُونَ أحْسَنَهُ} يعني: أحسن ما في القرآن مِن طاعة الله - عز وجل -، ولا يتّبعون المعاصي. مثل قوله: {واتَّبِعُوا أحْسَنَ ما أُنْزِلَ إلَيْكُمْ مِن رَبِّكُمْ} [الزمر: ٥٥]، أي: مِن طاعته. {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ} لدينه، {وأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبابِ} يعني: أهل اللُّبّ والعقل حين يستمعون، {فَيَتَّبِعُونَ أحْسَنَهُ} من أمره ونهيه، يعني: أحسن ما فيه مِن أمره ونهيه، ولا يتَّبعون السوء الذي ذكره عن غيرهم (¬٣) [٥٦١٩]. (ز)

٦٧٢٦٧ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب-: {وأَنابُوا إلى اللَّهِ لَهُمُ البُشْرى فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أحْسَنَهُ} لا إله إلا الله، {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ} بغير كتاب ولا نبي، {وأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبابِ} (¬٤). (ز)
---------------
[٥٦١٨] لم يذكر ابنُ جرير (٢٠/ ١٨٤ - ١٨٥) في معنى: {فَيَتَّبِعُونَ أحْسَنَهُ} سوى قول قتادة، والسُّدِّيّ.
[٥٦١٩] اختُلف في معنى: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أحْسَنَهُ} على أقوال: الأول: أنه لا إله إلا الله. الثاني: أنه الرجل يجلس مع القوم فيسمع كلامهم، فيعمل بالمحاسن ويحدِّث بها، ويَكُف عن المساوئ ولا يُظهرها. الثالث: أنه طاعة الله.
وذكر ابنُ عطية (٧/ ٣٨٤) قولين آخرين: أنّ أحسن القول كتاب الله تعالى، ثم وجَّهه بقوله: «أي: إذا سمعوا الأقاويل وسمعوا القرآن اتبعوا القرآن». وذكر أيضًا أنّ أحسنه: ما فيه مِن عفو وصفح واحتمال على صبر ونحو ذلك. وذكر (٧/ ٣٨٣) أن قوله تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أحْسَنَهُ}: «كلام عامٌّ في جميع الأقوال، وإنما القصد الثناء على هؤلاء في نفوذ بصائرهم، وقوام نَظَرِهِم، حتى أنهم إذا سمعوا قولًا ميَّزوه واتبعوا أحسنه». ثم وجَّه الأقوال الثلاثة الأخيرة بكونها أمثلةً داخلة في المعنى العام الذي ذكره.
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ١٨٥.
(¬٢) عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٦٧٣.
(¬٤) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ١٨٥. وتقدم في نزول الآية عن زيد بن أسلم: أن هاتين الآيتين نزلت في زيد بن عمرو بن نفيل، وأبي ذر الغفاري، وسلمان الفارسي كانوا في الجاهلية يقولون: لا إله إلا الله.

الصفحة 204