كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 19)

نظيرها: {لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وجُنُودُهُ} [النمل: ١٨]، لا يهلكنكم سليمان. هذا مَثل ضربه الله في الدنيا كمثل النبْت، بينما هو أخضر إذ تغيّر فيبس، ثم هلك، فكذلك تهلك الدنيا بعد بَهْجتها وزينتها، {إنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرى} يعني: تفكُّر {لِأُولِي الأَلْبابِ} (¬١). (ز)


{أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ}
٦٧٢٨٦ - عن عبد الله بن مسعود، قال: تلا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية: {أفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإسْلامِ}. فقلنا: يا رسول الله، كيف انشراح صدره؟ قال: «إذا دخل النورُ القلبَ انشرحَ وانفسح». قلنا: فما علامة ذلك، يا رسول الله؟ قال: «الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والتأهّب للموت قبل نزول الموت» (¬٢) [٥٦٢١]. (١٢/ ٦٤٥)

٦٧٢٨٧ - عن عمرو بن مُرّة، عن أبي جعفر -رجل من بني هاشم، وليس بمحمد بن علي- قال: تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية: {أفمن شرح الله صدره للإسلام}، قال: «إذا دخل النورُ القلبَ انشرح وانفسح». قيل: فهل لذلك علامة يُعرف بها؟ قال: «نعم، التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل الموت» (¬٣). (١٢/ ٦٤٦)

٦٧٢٨٨ - عن محمد بن كعب القُرَظي، قال: لَمّا نزلت هذه الآية: {أفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإسْلامِ} قالوا: يا رسول الله، فهل ينفرج الصدر؟ قال: «نعم». قالوا: هل
---------------
[٥٦٢١] قال ابنُ عطية (٧/ ٣٨٧): «روي أن هذه الآية: {أفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإسْلامِ} الآية، نزلت في عليٍّ وحمزة، وأبي لهب وابنه، وهما اللذان كانا من القاسية قلوبهم».
_________
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٦٧٤.
(¬٢) أخرجه الحاكم ٤/ ٣٤٦ (٧٨٦٣) وفيه عدي بن الفضل، والبيهقي في القضاء والقدر ص ٢٧١ (٣٨٩) واللفظ له، والثعلبي ٨/ ٢٢٩.
قال الذهبي في التلخيص: «عدي بن الفضل ساقط». وقال الألباني في الضعيفة ٢/ ٣٨٣ (٩٦٥): «ضعيف».
(¬٣) أخرجه إسحاق البستي ص ٢٥٩ - ٢٦٠ مرسلًا. وعزاه السيوطي إلى الحكيم الترمذي في نوادر الأصول.

الصفحة 208