كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 19)

{أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (٢٤)}
٦٧٣٣٤ - قال المسيّب: {أفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ العَذابِ يَوْمَ القِيامَةِ} نزلت هذه الآية في أبي جهل (¬١). (ز)

تفسير الآية:
٦٧٣٣٥ - عن عبد الله بن عباس، قال: يُنطلَق به إلى النار مكتوفًا، ثم يُرمى فيها، فأول ما تمس النار وجهه (¬٢) (١٢/ ٦٥١) [٥٦٢٣].

٦٧٣٣٦ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {أفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ العَذابِ يَوْمَ القِيامَةِ}، قال: يُجرّ على وجهه في النار، وهو مثل قوله: {أفَمَن يُلْقى فِي النّارِ خَيْرٌ أمْ مَن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ القِيامَةِ} [فصلت: ٤٠] (¬٣) [٥٦٢٤]. (١٢/ ٦٥١)

٦٧٣٣٧ - قال عطاء: {أفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ العَذابِ يَوْمَ القِيامَةِ} يُرمى به في النار منكوسًا، فأول شيء منه تمسُّه النار وجهُه (¬٤). (ز)

٦٧٣٣٨ - قال مقاتل بن سليمان: وقوله: {أفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ} يعني: شدة العذاب يوم القيامة. يقول: ليس الضالُّ الذي يتقي النارَ بوجهه كالمهتدي الذي لا
---------------
[٥٦٢٣] ذكر ابنُ جرير (٢٠/ ١٩٤) قول ابن عباس، ثم علَّق عليه بقوله: «وهذا قولٌ يُذكَر عن ابن عباس من وجْهٍ كرهتُ ذِكْرَه؛ لضعف سنده».
[٥٦٢٤] ذكر ابنُ عطية (٧/ ٣٨٩) في معنى: {يَتَّقِي بِوَجْهِهِ} قول ابن عباس، وقول مجاهد، ونقل قولًا عن فرقة أن «المعنى: صفة ما ينالهم من كثرة العذاب، وذلك أن يتقيه بجميع جوارحه وفيه حواسه، فإذا بلغ به العذاب إلى هذه الغاية ظهر أنه لا متجاوز بعدها». ثم علَّق عليه بقوله: «وهذا المعنى عندي أقْيَس بلاغة ... ».
_________
(¬١) تفسير الثعلبي ٨/ ٢٣٢.
(¬٢) عزاه السيوطي إلى ابن جرير.
(¬٣) تفسير مجاهد ص ٥٧٨، وأخرجه الفريابي -كما في تغليق التعليق ٤/ ٢٩٧، وفتح الباري ٨/ ٥٤٨ - ، وابن جرير ٢٠/ ١٩٤ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر. وقال ابن كثير في تفسيره: «عند الأكثر: يُجر -بالجيم-، وهو الذي في تفسير الفريابي وغيره، وللأصيلي وحده: يخر». فتح الباري ٨/ ٥٤٨.
(¬٤) تفسير البغوي ٧/ ١١٧.

الصفحة 217