كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 19)

يعني: أهل مكة (¬١). (ز)

آثار متعلقة بالآية:
٦٧٣٧٠ - عن عبد الله بن عمر، قال: لَمّا قُبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أبو بكر في ناحية المدينة، فجاء، فدخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مُسجّىً، فوضع فاه على جبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجعل يُقَبِّله ويبكي، ويقول: بأبي وأمي، طِبتَ حيًّا وطِبتَ ميتًا. فلما خرج مرَّ بعمر بن الخطاب وهو يقول: ما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا يموت حتى يقتل اللهُ المنافقين، وحتى يُخزي الله المنافقين. قال: وكانوا قد استبشروا بموت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فرفعوا رؤوسهم، فقال: أيها الرجل، ارْبَع على نفسك، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد مات؛ ألم تسمع الله يقول: {إنك ميت وإنهم ميتون}، وقال: {وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون} [الأنبياء: ٣٤]. قال: ثم أتى المنبر، فصعده، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إن كان محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - إلهكم الذي تعبدون فإنّ محمدًا قد مات، وإن كان إلهكم الذي في السماء فإن إلهكم لم يمت. ثم تلا: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} حتى ختم الآية [آل عمران: ١٤٤]، ثم نزل، وقد استبشر المسلمون بذلك، واشتد فرحهم، وأخذت المنافقين الكآبة. قال عبد الله بن عمر: فوالذي نفسي بيده، لكأنّما كانت على وجوهنا أغطية فكُشِفت (¬٢). (١٠/ ٢٩٢)

٦٧٣٧١ - عن أبي الدرداء، أنّ رجلًا أبصر جنازة، فقال: مَن هذا؟ فقال أبو الدرداء: هذا أنتَ، هذا أنتَ، يقول الله: {إنَّكَ مَيِّتٌ وإنَّهُمْ مَيِّتُونَ} (¬٣). (١٢/ ٦٦٠)


{ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (٣١)}
٦٧٣٧٢ - عن الفضل بن عيسى، قال: لما أن قُرئت هذه الآية: {إنَّكَ مَيِّتٌ وإنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إنَّكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} قيل: يا رسول الله، فيم الخصومة؟ قال: في «الدماء» (¬٤). (١٢/ ٦٥٧)
---------------
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٦٧٧.
(¬٢) أخرجه ابن أبي شيبة ١٤/ ٥٥٢ - ٥٥٣، والبزار ١/ ١٨٢ - ١٨٣ (١٠٣).
(¬٣) أخرجه أحمد في الزهد ص ١٣٤.
(¬٤) عزاه السيوطي إلى أبي عبيد، وعبد بن حميد.

الصفحة 223