كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 19)

٦٧٣٩٠ - عن عبد الله بن عباس، قال: يختصم الناس يوم القيامة، حتى يختصم الروح مع الجسد، فتقول الروح للجسد: أنتَ فعلتَ. ويقول الجسد للروح: أنتِ أمرتِ، وأنتِ سوّلتِ. فيبعث الله تعالى ملَكًا فيقضي بينهما، فيقول لهما: إن مَثلكما كمَثل رجل مُقعَد بصير، وآخر ضرير، دخلا بستانًا فقال المُقعد للضرير: إنِّي أرى ههنا ثمارًا، ولكن لا أصِلُ إليها، فقال له الضرير: اركبني فتناولها. فركبه فتناولها، فأيهما المعتدي؟ فيقولان: كلاهما. فيقول لهما الملَك: فإنكما قد حكمتما على أنفسكما، يعني: أن الجسد للروح كالمطيّة وهو راكبه (¬١). (١٢/ ٦٦٠)


{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (٣٢)}
٦٧٣٩١ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {فَمَن أظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلى اللَّهِ وكَذَّبَ بِالصِّدْقِ}: أي: بالقرآن (¬٢) [٥٦٢٩]. (١٢/ ٦٦٠)

٦٧٣٩٢ - قال مقاتل بن سليمان: {فَمَن أظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلى اللَّهِ} بأنّ له شريكًا، {وكَذَّبَ بِالصِّدْقِ} يعني: بالحق، وهو التوحيد {إذْ جاءَهُ} يعني: لَمّا جاءه البيان، هذا المكذّب بالتوحيد، {ألَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى} يعني: مأوى {للكافرين} (¬٣). (ز)


{وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (٣٣)}
قراءات:
٦٧٣٩٣ - في قراءة عبد الله بن مسعود: (والَّذِي جَآءُواْ بِالصِّدْقِ وصَدَّقُواْ بِهِ) (¬٤). (ز)
---------------
[٥٦٢٩] لم يذكر ابن جرير (٢٠/ ٢٠٣) في معنى: {وكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إذْ جاءَهُ} سوى قول قتادة.
_________
(¬١) أخرجه ابن منده في الروح -كما في تفسير ابن كثير ٧/ ٨٩ - .
(¬٢) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ٢٠٣. وعزاه السيوطي إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٦٧٧.
(¬٤) علّقه ابن جرير ٢٠/ ٢٠٧، وفي تفسير البغوي ٧/ ١٢٠: (والَّذِينَ جَآؤُوا)، وكذلك ورد في بعض نسخ ابن جرير، ينظر ٢٠/ ٢٠٧ حاشية ٢.
وأيًّا منها كانت فهي قراءة شاذة. انظر: مختصر ابن خالويه ص ١٣٢، والجامع لأحكام القرآن ١٨/ ٢٧٩.

الصفحة 228