كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 19)

٦٦٥٠٩ - قال يحيى بن سلّام: {واهْدِنا} أرشِدنا {إلى سَواءِ الصِّراطِ} أي: إلى قصد الطريق (¬١). (ز)

آثار قصة الآيات
٦٦٥١٠ - عن أنس بن مالك، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنّ داود حين نظر إلى المرأة قطع على بني إسرائيل بعْثًا (¬٢)، وأوصى صاحبَ الجيش، فقال: إذا حضر العدوُّ فقرِّب فلانًا بين يدي التابوت. وكان التابوتُ في ذلك الزمان يُسْتَنصَر به، مَن قُدِّم بين يدي التابوت لم يرجع حتى يُقتل، أو ينهزم منه الجيش، فقُتل، وتزوَّج المرأة، ونزل الملَكان على داود يقصّان عليه قصته، ففطن داود، فسجد، فمكث أربعين ليلة ساجدًا، حتى نبت الزرع مِن دموعه على رأسه، وأكلتِ الأرضُ جبينه، وهو يقول في سجوده: ربِّ، زلَّ داودُ زَلَّةً أبعدَ مِمّا بين المشرق والمغرب، ربِّ، إن لم ترحم ضعف داود وتغفر ذنوبه جعلتَ ذنبه حديثًا في الخُلُوف من بعده. فجاء جبريل مِن بعد أربعين ليلة، فقال: يا داود، إنّ الله قد غفر لك، وقد عرفتَ أنّ الله عدلٌ لا يميل. قال داود: فكيف بفلانٍ إذا جاء يوم القيامة، فقال: يا ربِّ، دمي الذي عند داود! قال جبريل: ما سألتُ ربَّك عن ذلك، فإن شئتَ لأفعلنَّ. فقال: نعم. ففرح جبريل، وسجد داود، فمكث ما شاء الله، ثم نزل، فقال: قد سألتُ اللهَ -يا داود- عن الذي أرسلتني فيه، فقال: قل لداود: إنّ الله يجمعكما يوم القيامة، فيقول: هبْ لي دمَك الذي عند داود. فيقول: هو لكَ، يا ربِّ. فيقول: فإن لك في الجنة ما شئتَ وما اشتهيت عِوَضًا» (¬٣) [٥٥٥١]. (١٢/ ٥٢٦)
---------------
[٥٥٥١] علّق ابنُ كثير (١٢/ ٨١ - ٨٢) على هذا الأثر، فقال: «قد ذكر المفسرون هاهنا قصة أكثرها مأخوذ من الإسرائيليات، ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه، ولكن روى ابن أبي حاتم هنا حديثًا لا يصح سنده؛ لأنه من رواية يزيد الرقاشي عن أنس، ويزيد وإن كان من الصالحين لكنه ضعيف الحديث عند الأئمة؛ فالأولى أن يقتصر على مجرد تلاوة هذه القصة، وأن يُرَدَّ علمها إلى الله - عز وجل -، فإن القرآن حقٌّ، وما تضمن فهو حقٌّ أيضًا».
_________
(¬١) تفسير ابن أبي زمنين ٤/ ٨٦.
(¬٢) قطع بعثًا: أفرد قومًا يبعثهم في الغزو، ويُعَيِّنهم من غيرهم. النهاية (قطع).
(¬٣) أخرجه ابن جرير في تاريخ الرسل والملوك ١/ ٤٨٣ - ٤٨٤، وفي تفسيره ٢٠/ ٧٤ - ٧٥، والثعلبي ٨/ ١٩٠ - ١٩١. وأورده الحكيم الترمذي في نوادر لأصول ٢/ ١٧٨ - ١٧٩.
قال السيوطي: «بسند ضعيف». وقال الألباني في الضعيفة ١/ ٤٨٥ (٣١٤): «باطل».

الصفحة 48