كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 19)

تفسير الآية:
٦٩٣٦٦ - عن قتادة بن دعامة، {وجَعَلُوا المَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمَنِ إناثًا}، قال: قد قال ذلك أناسٌ مِن الناس، ولا نعلمهم إلا اليهود: إنّ الله - عز وجل - صاهَرَ الجن، فخرجت مِن بيْنهم الملائكة (¬١). (١٣/ ١٩٤)

٦٩٣٦٧ - قال إسماعيل السُّدّيّ: {وجَعَلُوا المَلائِكَةَ}، يعني: وصَفوا (¬٢). (ز)

٦٩٣٦٨ - قال مقاتل بن سليمان: ثم أخبر عنهم، فقال: {وجَعَلُوا} يقول: ووصفوا {المَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمَنِ إناثًا} لقولهم: إنّ الملائكة بنات الله (¬٣). (ز)


{أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (١٩)}
قراءات:
٦٩٣٦٩ - قرأ عاصم: {أشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ} بنصب الألف والشين، {سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ} بالتاء، ورفع التاء (¬٤) [٥٨٤٩]. (١٣/ ١٩٦)
---------------
[٥٨٤٩] اختُلف في قراءة قوله: {أشهدوا خلقهم}؛ فقرأ قوم: «أُشْهِدُوا» بضم الألف. وقرأ آخرون: {أشهدوا} بفتح الألف.
وذكر ابنُ جرير (٢٠/ ٥٦٧) أن الأولى على وجه ما لم يُسم فاعله، بمعنى: أأْشْهَد الله هؤلاء المشركين الجاعلين ملائكة الله إناثًا خلق ملائكته الذين هم عنده، فعلموا ما هم، وأنهم إناث، فوصفوهم بذلك؛ لعلمهم بهم، وبرؤيتهم إياهم؟! ثم ردّ ذلك إلى ما لم يُسمّ فاعله، وأن القراءة الثانية بمعنى: أشهدوا هم ذلك فعلموه؟! ثم رجَّح صحة كلتا القراءتين مستندًا إلى شهرتهما، فقال: «والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان معروفتان، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب».
_________
(¬١) عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.
(¬٢) ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/ ١٨٠ - .
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٧٩١.
(¬٤) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
وهي قراءة العشرة، ما عدا نافعًا، وأبا جعفر؛ فإنهما قرآ: «أأُشْهِدُواْ» بهمزتين. انظر: النشر ٢/ ٣٦٨، والإتحاف ص ٤٩٥.

الصفحة 630