كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 19)

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنّ الله قسَم بينكم أخلاقَكم كما قسَم بينكم أرزاقكم، وإنّ الله يعطي الدنيا مَن يحب ومَن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا مَن أحبّ، فمَن أعطاه الدين فقد أحبّه» (¬١). (١٣/ ٢٠٥)

٦٩٤٥١ - قال مقاتل بن سليمان: يقول الله تعالى: {أهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ}، يقول: أبأيديهم مفاتيح الرسالة فيضعونها حيث شاءوا؟! ولكنها بيدي أختار مَن أشاء من عبادي للرسالة (¬٢). (ز)


{نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ}
٦٩٤٥٢ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الحَياةِ الدُّنْيا} قال: قسَم بينهم معيشتَهم في الحياة الدنيا كما قسَم بينهم صورهم وأخلاقهم، فتعالى -ربّنا وتبارك-، {ورَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ} قال: فتَلْقاه ضعيف الحيلة، عييّ اللسان، وهو مبسوط له في الرزق، وتلْقاه شديدَ الحيلة، سَلِيط اللسان (¬٣)، وهو مقتور عليه (¬٤). (١٣/ ٢٠٣)

٦٩٤٥٣ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: {نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الحَياةِ الدُّنْيا}، يقول: لم نُعط الوليد وأبا مسعود الذي أعطيناهما مِن الغنى لكرامتهما على الله، ولكنه قسم من الله بينهم (¬٥). (ز)


{لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا}
٦٩٤٥٤ - عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد بن سليمان- في قوله: {لِيَتَّخِذَ
---------------
(¬١) أخرجه أحمد ٦/ ١٨٩ (٣٦٧٢)، والحاكم ٢/ ٤٨٥ (٣٦٧١).
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». قال الهيثمي في المجمع ١/ ٥٣ (١٦٤): «رواه أحمد، ورجال إسناده بعضهم مستور، وأكثرهم ثقات». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ١/ ٨٢ (٣٣): «هذا ضعيف، الصباح بن محمد أبو حازم البجلي الكوفي مجهول». وأورده الألباني في الصحيحة ٦/ ٤٨٢ (٢٧١٤).
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٧٩٤.
(¬٣) رجل سَلِيط: فصيح حديد اللسان. لسان العرب (سلط).
(¬٤) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ٥٨٤ - ٥٨٥. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.
(¬٥) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٧٩٤.

الصفحة 645