كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 19)

٦٩٥١٤ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {ومَن يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ}، قال: مَن يعمَ عن ذِكر الرحمن (¬١) [٥٨٦٣]. (ز)


{نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (٣٦)}
٦٩٥١٥ - عن سعيد الجُرَيرِيّ -من طريق معمر- في قوله: {نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطانًا}، قال: بلَغَنا: أنّ الكافر إذا بُعِث يوم القيامة مِن قبره سَفَعَ (¬٢) بيده شيطان، فلم يفارقه حتى يصيِّرهما الله إلى النار، فذلك حين يقول: {يا لَيْتَ بَيْنِي وبَيْنَكَ بُعْدَ المَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ القَرِينُ}. قال: وأمّا المؤمن فيُوكّل به مَلك حتى يُقضى بين الناس، أو يصير إلى الجنة (¬٣). (١٣/ ٢٠٧)

٦٩٥١٦ - قال مقاتل بن سليمان: {نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} في الدنيا، يقول: صاحب يزيّن لهم الغي (¬٤). (ز)

آثار متعلقة بالآية:
٦٩٥١٧ - عن عائشة: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج مِن عندها ليلًا، قالت: فغِرتُ عليه، فجاء، فرأى ما أصنع، فقال: «ما لكِ، يا عائشةُ؟ أغِرتِ؟». فقلتُ: وما لي لا يغار مثلي على مثلك. فقال: «أقد جاء شيطانك؟». قلت: يا رسول الله، أوَمعي شيطان؟
---------------
[٥٨٦٣] اختُلف في معنى قوله: {يعش} على قولين: الأول: يعرض. الثاني: يعمى.
ووجَّه ابنُ تيمية (٥/ ٥٢٣) القول الأول الذي قاله قتادة، والسُّدّيّ، فقال: «وهذا صحيح من جهة المعنى؛ فإن قوله: {يعش} ضُمِّن معنى: يُعْرِض، ولهذا عُدِّي بحرف الجار {عن}، كما يقال: أنت أعمى عن محاسن فلان، إذا أعرضت فلم تنظر إليها، فقوله: {يعش} أي: يكن أعشى عنها، وهو دون العمى، فلم ينظر إليها إلا نظرًا ضعيفًا».
وذكر ابنُ جرير (٢٠/ ٥٩٦) أنّ مَن تأول {يعش} بـ «يعْم» فإنه وجب أن تكون قراءته: (ومَن يَعْشَ) بفتح الشين.
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ٥٩٦.
(¬٢) أي: أخذ بيده. النهاية (سفع).
(¬٣) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ١٩٦ بنحوه، وابن جرير ٢٠/ ٥٩٩ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر. كما أخرج أوله يحيى بن سلام من طريق أبي الأشهب -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/ ١٨٥ - .
(¬٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٧٩٥.

الصفحة 655