كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 19)

كيف، يا ربِّ وأنت حَكم عدْل، وأنت ديّان الدين، لا يجوز عنك ظلم؟ كيف تغفر لي ظُلامة الرجل؟ فتُرِك ما شاء الله، ثم أتاه مَلك آخر، فقال: يا داود، إني رسول ربك إليك، وإنه يقول لك: إنّك تأتيني يوم القيامة أنت وابن صوريا تختصمان إلَيَّ، فأقضي له عليك، ثم أسألها إيّاه، فيهبها لي، ثم أعطيه من الجنة حتى يرضى (¬١). (١٢/ ٥٣١)

٦٦٦١٠ - عن السري بن يحيى، قال: حدثني أبو حفص -رجل قد أدركَ عمر بن الخطاب-: أنّ الناس يصيبهم يومَ القيامة حرٌّ وعطشٌ شديد، فيُنادي المنادي: أين داود؟ فيُسْقى على رؤوس العالمين، فهو الذي ذكر الله: {وإنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وحُسْنَ مَآبٍ} (¬٢). (١٢/ ٥٥٠)

٦٦٦١١ - عن يونس بن خباب: أنّ داود بكى أربعين ليلة، حتى نبت العشب حولَه مِن دموعه، ثم قال: يا ربِّ، قَرِحَ (¬٣) الجبين، ورقأ الدمع، وخطيئتي عَلَيَّ كما هي. فنودي: أن يا داود، أجائع فتُطعم؟ أم ظمآن فتُسقى؟ أم مظلوم فيُنتصر لك؟ فنحَب نحْبة هاج ما هُنالِك مِن الخضرة، فغُفر له عند ذلك (¬٤). (١٢/ ٥٣٩)

٦٦٦١٢ - قال مقاتل بن سليمان: {فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ} يعني: ذنبه، ثم أخبر بما له في الآخرة، فقال: {وإنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى} يعني: لَقُربة، {وحُسْنَ مَآبٍ} يعني: وحُسن مرجع (¬٥). (ز)


{يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ}
٦٦٦١٣ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {إنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً}: ملَّكه في الأرض (¬٦). (ز)
---------------
(¬١) أخرجه أحمد في الزهد ص ٧١ - ٧٢.
(¬٢) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وقد أورد السيوطي ١٢/ ٥٣٩ - ٥٤٤ آثارًا عديدة فيما ورد مِن أخبار توبة داود - عليه السلام -، وأخرى عن بعض أحواله وأدعيته وحِكَمه ١٢/ ٥٥٥ - ٥٦٣.
(¬٣) القَرْح: الجُرْح. النهاية (قرح).
(¬٤) عزاه السيوطي إلى أحمد، وعبد بن حميد.
(¬٥) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٦٤٢.
(¬٦) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ٧٧.

الصفحة 71