كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 19)

{فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ}

٦٦٦١٤ - قال الأوزاعي لأمير المؤمنين أبي جعفر: يا أمير المؤمنين، حدثني حسان بن عطية، عن جدك ابن عباس، في قوله: {يا داوُودُ إنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ بِالحَقِّ ولا تَتَّبِعِ الهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}، قال: إذا ارتفع إليك الخصمان، فكان لك في أحدِهما هوىً، فلا تشتهِ في نفسك الحقَّ له فيفلج (¬١) على صاحبه، فأمحو اسمك مِن نُبُوَّتي، ثم لا تكون خليفتي، ولا كرامة. يا أمير المؤمنين، حدّثنا حسان بن عطية، عن جدك، قال: مَن كَرِه الحقَّ فقد كره الله؛ لأن الله هو الحق. يا أمير المؤمنين، حدثني حسان بن عطية، عن جدك، في قوله: {لا يُغادِرُ صَغِيرَةً ولا كَبِيرَةً} [الكهف: ٤٩]، قال: الصغيرة التبَسُّم، والكبيرة الضحك، فكيف بما جنته الأيدي؟! (¬٢). (١٢/ ٥٥٣)
٦٦٦١٥ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: {إنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً}: ملَّكه في الأرض؛ {فاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ بِالحَقِّ} يعني: بالعدل والإنصاف (¬٣). (١٢/ ٥٥٤)

٦٦٦١٦ - قال مقاتل بن سليمان: {يا داوُدُ إنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ بِالحَقِّ}، يعني: بالعدل (¬٤). (ز)

آثار متعلقة بالآية:
٦٦٦١٧ - عن العوام بن حَوْشَب، قال: حدثني شيخٌ مِن بني أسد، قال: حدَّثني رجلٌ مِن قومي شَهِد عمر بن الخطاب: أنّه سأل طلحةَ، والزبيرَ، وكعبًا، وسلمان: ما الخليفة مِن المَلِك؟ قال طلحة والزبير: ما ندري. فقال سلمان: الخليفةُ: الذي يعدل في الرعية، ويقسم بينهم بالسوية، ويشفق عليهم شفقة الرجل على أهله، ويقضي بكتاب الله تعالى. =

٦٦٦١٨ - فقال كعب: ما كنت أحسب أن في المجلس أحدًا يعرف الخليفة من الملِك غيري (¬٥). (١٢/ ٥٥٢)
---------------
(¬١) الفلج: الظفر والفوز. التاج (فلج).
(¬٢) أخرجه الحكيم الترمذي ٢/ ١٨٠.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ٧٧.
(¬٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٦٤٢.
(¬٥) أخرجه الثعلبي ١/ ١٧٧.

الصفحة 72