كتاب اللباب في علوم الكتاب (اسم الجزء: 19)

وادُّون كفرهم على كل حال سواء ظفروا بهم أم لم يظفروا» انتهى.
قال شهاب الدين: «والظَّاهر أنه عطف على الجواب، وقوله: هم وادُّون ذلك مطلقاً مسلم، لكن ودَادَتَهُم له عند الظَّفر والتسليط أقرب وأطمع لهم فيهم» .
وقوله: {لَوْ تَكْفُرُونَ} .
يجوز أن يكون لما سيقع لوقوع، وأن تكون المصدرية عند من يرى ذلك.
وتقدم تحريرهما في البقرة.
فصل في معنى الآية
والمعنى: ودوا لو تكفرون بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فلا تناصحوهم، فإنهم لا يناصحونكم.
قوله: {لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ} .
لما اعتذر حاطب بأن له أرحاماً وأولاداً فيما بينهم بيَّن الله - تعالى - أن الأهل والأولاد لا ينفعون شيئاً يوم القيامة إن عصى من أجل ذلك.
{يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ} فيدخل المؤمنين الجنة، ويدخل الكافرين النار {والله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} .
قوله: {يَوْمَ القيامة} يجوز فيه وجهان.
أحدهما: أن يتعلق بما قبله، أي: لن ينفعكم يوم القيامة، فيوقف عليه، ويبتدأ {يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ} .
والثاني: أن يتعلق بما بعده، أي: يفصل بينكم يوم القيامة، فيوقف على «أولادكم» ويبتدأ {يَوْمَ القيامة} .
والقراء في {يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ} على أربع مراتب:
الأولى: لابن عامر: بضم الياء وفتح الفاء والصاد مثقلة.

الصفحة 13