كتاب تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (اسم الجزء: 19)

يعني سنة ست وثمانين وخمسمائة- أبو الحسن علي بن محمد البراندسي قرأ القرآن بالروايات، وسمع المسند والأحاديث الكثيرة، وسمع الفقه وعرف المذهب، وكان دينا صالحا كثير الذكر لله، حافظا للسانه ممتنعا من غيبة [1] مسلم، توفي ليلة الثلاثاء سادس عشر ربيع الأول، ودفن بقرب جامع المنصور. وقد بلغ من العمر مائة سنة.
أنبأنا أبو بكر مُحَمَّد بْن المبارك بْن محمد بن مشق ونقلته من خطه، قال: توفي أبو الحسن علي بن محمد بن الزيتوني البراندسي بكرة الثلاثاء سابع عشر ربيع الأول سنة ست وثمانين وخمسمائة، ودفن بباب البصرة، ومولده سنة ثمانين وأربعمائة.
822- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بن الحسين بن إبراهيم بن يعيش؛ أبو الحسن بن أبي عبد الله الكاتب، سبط قاضي القضاة أَبِي الْحَسَن عليّ بْن قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن علي الدامغاني [2] :
تقدم ذكر والده وجده آنفا، سمع في صباه من آباء القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وهبة الله بن عمر بن أحمد الحريري، وزاهر بن طاهر الشحامي، وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وغيرهم، كتبت عنه، وذكر لي أنه من ولد أبي ذر الغفاري، فإن نسبه إليه كان مكتوبا عنده خرقه بعض أهله، وكان شيخا حسن الأخلاق متواضعا، له أصول صحيحة، وسماعات بخط الحفاظ، وكان كاتبا بباب طراد من دار الخلافة، ثم عزل عن ذلك، وكان يلعب بالحمام، وكان يسكن بالمأمونية مقابل الرباط.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يعيش، أنبأنا أبو القاسم بن الحصين قراءة عليه، أنبأنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ البزاز، حدّثنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا جعفر بن كزال [3] ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا عثمان بن مطر، عن ثابت البناني، عن أنس رضي الله عنه قال: مر علينا النبي صلّى الله عليه وسلّم ونحن صبيان نلعب، فقال:
«السلام عليكم يا صبيان» [4] .
أخبرنا أبو الحسن الكاتب، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيُّ قدم علينا أبو
__________
[1] في الأصل: «عنه» .
[2] انظر ترجمته في: شذرات الذهب 4/336.
[3] في الأصل: «كرال» .
[4] انظر الحديث في: صحيح مسلم 2/299. ومسند أحمد 3/174.

الصفحة 19