كتاب تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (اسم الجزء: 19)
وقالوا لم بكيت دماً ودمعاً ... وقد أولاك بعد العسر يسرا
فقلت بفرحتي برضاه عني ... نثرت عليه ياقوتاً ودرا
1058- علي بن يوسف بن عبد الله بن بندار الدمشقي، أبو الحسن بن أبي المحاسن:
كان والده مدرسا بالمدرسة ببغداد، وسيأتي ذكره إن شاء الله، ولد على هذا ببغداد ونشأ بها وتفقه على والده، وسمع مسند أبي عبد الله الشافعي من أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي، ثم أنه سافر إلى الشام وهو شاب وتوجه إلى ديار مصر واستوطنها إلى حين وفاته، وولى بها قضاء القضاة مرتين ثم عزل، وكان شيخا حسن الأخلاق محبا للعلم وأهله، متواضعا لطلابه، كريم الأخلاق متوددا كيّسا، وكانت بضاعته في العلم مزجاة، لقيته بمصر، وقرأت عليه مسند الشافعي عند قبره بالقرافة، وكان صدوقا جليلا.
أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن يوسف الدمشقي بقراءتي عليه عند قبر الشافعي بمصر قلت له: أخبرك أبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد؟ فأقر به أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مَكِّيُّ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ علان الكرخي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يوسف الأصم، أنبأنا الربيع بن سليمان، أنبأنا الشافعي، أنبأنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة» [1] .
سألت القاضي علي بن يوسف عن مولده فقال: ولدت ببغداد في درب السلسلة في رجب سنة خمسين وخمسمائة، وخرجت من بغداد في سنة سبع وسبعين.
وتوفي يوم الأحد الثالث عشر من جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وستمائة في داره بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة، وكنت هناك فلم يتفق لي الصّلاة عليه.
1059- علي بن يوسف بن علي الصّيرفيّ، أبو الحسن الحنبلي:
ذكر أبو الحسن محمد بن العباس بن الفرات أنه توفى فِي يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، قال: ومولده سنة ثمانين ومائتين.
سمعت منه مصنفات أبي بَكْرٍ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بْنِ هَارُون الخلال وغير ذلك، ولم يسمع منه إلا نفر يسير.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 2/98
الصفحة 207
234