كتاب تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (اسم الجزء: 19)

من أهل واسط، قدم بغداد شابّا، وأقام بها مدة، فقرأ القرآن على الشريف عبد القاهر بن عبد السلام العباسي، [و] [1] على غيره، والفقه على الكيا أبي الحسن الهراسي. وصار يناظر ويتكلم في مسائل الخلاف.
سمع الحديث بواسط من أبي الفضل بن العجمي وأبي [2] غالب محمد بن حمد الخازن البغدادي، وبالبصرة من أبي عمر [3] محمد بن أحمد بن النهاوندي، وبمكة من أبي الفوارس طراد بن مُحَمَّد الزينبي، وببغداد من أبي أحمد منصور بن بكر بن محمد بن علي بن جند [4] النيسابوري، وتولى القضاء ببادرايا، وباكسايا، ونواحي الجبل، وكان يقدم بغداد كثيرا ويحدث بها، وبها مات.
أنبأنا يُوْسٌف بْن المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الواسطي بقراءة والدي عليه في جمادي الأولى سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وأخبرنا يعيش بن عبد الرحمن النحوي، وأحمد بن أبي عميد بحلب قالا:
أنبأنا عبد الله بن أحمد الخطيب قالا: أنبأنا أبو أحمد منصور بن بكر بن محمد بن علي ابن جند، أنبأنا جدي، أنبأنا محمد بن يعقوب الأصم، أنبأنا محمد بن عبد الله بن الحكم، أنبأنا أبي، وشعيب بن الليث قالا: أنبأنا الليث، عن ابن الهاد، عن عمرو ابن أبي عمرو، عن المطلب بن عبد الله، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل صائم النهار» [5] .
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال: توفي ابن كراز الفقيه في محرم سنة خمس وأربعين وخمسمائة، ودفن بالشونيزية.
836- علي بن محمد بن غالب، أبو فراس العامري، المعروف بمجد العرب:
شاعر مجيد، جال ما بين العراق والشام، ومدح الملوك والأكابر، ونشر فضله وظهر نبله.
أخبرنا الحسن بن محمد بن الحسن الشافعي بدمشق قال: أخبرني عمي أبو القاسم
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في الأصل: «وأبا غالب» .
[3] في الأصل: «من أبي عمر بن محمد» .
[4] في الأصل: «بن حبد» .
[5] انظر الحديث في: سنن أبي داود 2/313.

الصفحة 30