كتاب تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (اسم الجزء: 19)

عبد الله الحميدي، أنشدنا أحمد بن إبراهيم بن محمد الكرجي، أنشدنا أبو الحسن علي ابن محمد التهامي لنفسه ببغداد سنة خمس عشرة وأربعمائة من قصيدة يرثي ولدا له:
حكم المنية في البرية جاري ... أن تسترد فإنهن عوارى ما هذه
بينا ترى الإنسان فيها محبرا ... الدنيا بدار قرار
طبعت على كدر وأنت تريدها ... حتى ترى حبرا من الأحبار [1]
ومكلف الأيام ضد طباعها ... صفوا من الأقذار والأكدار
وإذا رجوت المستحيل فإنما ... متطلب في الماء جذوة [2] نار
العيش نوم والمنية يقظة ... تبنى الرجاء على شفير هار
والنفس إن رضيت بذلك أو أبت ... والمرء بينهما خيال سار
فاقضوا مآربكم عجيلا إنما ... منقادة بأزمة المقدار
وتراكضوا خيل الشباب وبادروا ... أعمالكم سفرا من الأسفار
فالدهر يخدع بالمنى ويعض إن ... هنا ويهدم ما بني بنوار
ليس الزمان وإن حرصت مساعدا ... خلق الزمان عداوة الأحرار
ومنها:
ذهب التكرم والوفاء من الورى ... وتصرما إلا من الأشعار
وفشت خيانات الثقات وغدرهم ... حتى اتهمنا رؤية الأبصار
ولربما اعترض الحليم بجاهل ... لا خير في يمنى بغير يسار
لله در النائبات فإنها صدأ ... اللئام وصيقل الأحرار
ما كنت إلا زبرة فطبعتني ... سيفا والحلق هدهن عذارى
قرأت على الشريف عَبْد الواحد [بْن] [3] مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن أَحْمَد الهاشمي، عن محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال: أنبأنا أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحميدي إذنا، أنشدنا أحمد بن إبراهيم الكرجي، أنشد أبو الحسن التهامي لنفسه:
__________
[1] في الأصل: «خيرا من الأخيار» .
[2] في الأصل بدون نقط.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

الصفحة 38