كتاب تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (اسم الجزء: 19)

الفضل، والحسين، وعزل عن الوزارة وقبض عليه في يوم الأربعاء لأربع خلون من ذي الحجة سنة تسع وتسعين ومائتين، فكانت مدة وزارته ثلاث سنين وثمانية أشهر وثمانية عشر يوما، ثم أعيد إلى الوزارة مرة ثانية في يوم الإثنين لثمان خلون من ذي الحجة سنة أربع وثلاثمائة بعد عزل علي بن عيسى بن الجراح، ثم عزل في يوم الإثنين لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة ست وثلاثمائة، فكانت مدة وزارته الثانية سنة واحدة وخمسة أشهر وتسعة عشر يوما، وولي مكانه حامد بن العباس، ثم أعيد إلى الوزارة مرة ثالثة فِي يوم الخميس لسبع بقين من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وخلع عليه وعلى ابنه أبي أحمد المحسن وولاه أمر الدواوين فبسط يده، وصادر الناس، وعذبهم بأنواع العذاب حتى هلكوا، وجاهر الأكابر بالعداوة، ولم يزل هو وأبوه على أقبح سيرة حتى عزل أبوه من الوزارة فِي يوم الثلاثاء لسبع خلون من شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة: فكانت مدة وزارته الثالثة عشرة أشهر وثمانية عشر يوما، ويقال: إن ابن الفرات وصل الشعراء في أيام وزارته الأخيرة بعشرين ألف درهم، وأنه أطلق لطلاب الحديث والآداب عشرين ألف درهم، وقال: لعل أحدهم يبخل على نفسه بدانق فضة ويصرفه في ثمن ورق وحبر وأنا أولى من عاونهم على أمرهم.
وقال أبو الحسن ثابت بن نبهان: أنا أذكر أنه كان كما يتقلد أبو الحسن بن الفرات الوزارة وقد زاد سعر الثلج [1] والشمع والقراطيس والحيس [2] زيادة مفرطة وافرة، وكان ذلك متعارفا عند التجار.
أنبأنا ذاكر بن كامل النعال قال: كتب إلى أبو بكر الشيروي أن أبا نصر الشيرازي أخبره، أنبأنا أبو القاسم موسى بن الحسن بن علي الساوي، أنبأنا محمد بن عمر الكاتب قال: حدثني جماعة من مشايخنا: أن صاحب الخبز [3] رفع إلى أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن الفرات وهو وزير أن رجلا من أرباب الحوائج اشترى خبزا وجبنا أكله في الدهليز، فأقلقه ذلك، وأمر بنصب مطبخ لمن يحضر من أرباب الحوائج، فلم يزل [4] ذلك طول أيامه.
__________
[1] في الأصل: «بشعر البلح» .
[2] في الأصل: «الحنش» .
[3] في الأصل: «الخبر» .
[4] في الأصل: «فلم تزل» .

الصفحة 68