كتاب تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (اسم الجزء: 19)

لو كان ما أنتم فيه يدوم لكم ... ظننت ما أنا فيه دائما أبدا
فقد سكنت إلى أني وأنكم ... سنستجد [1] خلاف الحالتين [2] غدا
فقلت: أيها الوزير لو وجدت رافعها ما كنت تفعل به؟ قال: كنت أحسن إليه.
قرأت في كتاب بعض الأدباء بخطه قال: أنشدني أبو الحسين علي بن هشام الكاتب قال: أنشدني أبو عبد الله الزنجي الكاتب قال: أنشدني أبو الحسن بن الفرات لنفسه وعملهما وأنا حاضر وليس له شعر غيرهما فيما علمت:
معذبتي [3] هل لي إلى الوصل حيلة ... وهل لي إلى استعطاف قلبك من وجه
فلا خير في الدنيا وأنت بخيلة ... ولا خير في وصل [4] يكون على كره
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الحذاء، عن أَبِي غالب الذهلي، أنبأنا هلال بن المحسن الكاتب في كتابه قال: لأبي الحسن بن الفرات- وأورده في كتاب «الوزراء» :
خليلي قد أمسيت حيران موجعا ... وقد بان شرخ للشباب فودعا
ولا بد أن أعطي اللذاذة حقها ... وإن شاب رأسي في الهوى وتصلعا
إذا كنت للأعمال غير مضيع ... فما حق نفسي أن أكون مضيعا
أنبأنا أحمد بن سكينة، عن أبي بكر الأنصاري، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن ابن عَلِيّ التنوخي إذنا عن أبيه قَالَ: حَدَّثَنِي أبو الحسين علي بن هشام بن عبد الله الكاتب قال: دخلت مع أبي على أبي الحسن علي بن الفرات في وزارته الثالثة وقد غلب ابنه المحسن عليه في أكثر أموره، فقال له أبي [5] : هو ذا يسرف أبو أحمد المحسن في مكاره الناس بغير فائدة، ويضرب من لو قيل له اكتب بغير ضرب لكتب، ثم يطلب فيوافق على أداء المال وقتا بعينه فيتأخر [6] إيراد الروزنة فيضرب القوم وقد أدى المال فيضرب الضرب ضياعا وقد أدى المال، فقال له أبو الحسن: يا أبا القاسم، لو لم يفعل أبو القاسم هذا بأعدائه ولمن أساء إليه لما كان من أولاد الأحرار ولكان
__________
[1] في الأصل بدون نقط.
[2] في الأصل: «الحاليين» .
[3] في الأصل: «معذبني» .
[4] في الأصل: «رحل» .
[5] في الأصل: «إني» .
[6] في الأصل: «فياخر» .

الصفحة 73