كتاب تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (اسم الجزء: 19)

الأدب على أبي زكريا التبريزي، كتب عنه ببغداد أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين وغيره.
وقرأت بخط أبي الوفاء بن الحصين قال: أنشدني الأديب أبو الحسن علي بن محمد التميمي البصري لنفسه من قصيدة:
قد صرف الدهر حالي بالصروف وما ... أبقى وصير بوجودي إلى العدم
فبت يعلقني ليلان ما انصرما ... داج من الهم في داج من الظلم
كتب إلي علي بن المفضل الحافظ: أن علي بن محمد بن دواس القنا البصري، [أنشد] [1] لنفسه من قصيدة يمدح بها الوزير علي بن طراد الزينبي:
لو أنك الناجم من أمية [2] ... ما لج في طغيانها وليدها
أنبأنا أبو البركات عمر بن أحمد بن محمد الحسيني، أنشدنا أبو جعفر هبة الله بن يحيى بن الحسن الواسطي قال: أنشدني علي بن محمد العنبري لنفسه:
ومن يعتمد يوما على الله يكفه ... مخافة ما في اليوم والأمس والغد
فلا ترج غير الله في كل حالة ... معينا فما لا يصلح الله يفسد
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو جَعْفَرٍ الْمُبَارَكُ بْنُ الْمُبَارَكِ الْمُقْرِئُ الْوَاسِطِيُّ: أَنَّ أَبَا الْكَرَمِ خَمِيسَ بْنَ علي الحوزي أخبره، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد الهاشمي البصري الشاهد المعروف والده بدواس القنا لنفسه من قصيدة:
ساقوا الجمال وخلفوني إثرهم ... متململا أدعوهم وأنادي
يا راحلين عن العقيق وخاطري ... لمطيهم هاد وقلبي حاد
إن كان قد حكم الهوى أن ترقدوا ... عما أجن وتذهبوا برقادي
فترفقوا على أفوز بنظرة ... تطفي غليلا دائم الإيقاد
أسكنتم جسمي الضنا وسلبتم ... جفني الكرى وذهبتم برقادي [3]
إن تتهموا فتهامة أكرم بها ... لبني الهوى من منزل ومراد
أو تنجدوا فالقلب منذ بلى بكم ... وقف على الاتهام والإنجاد
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصل.
[2] في الأصل: «أمه»
[3] في المستفاد: «بفؤادي»

الصفحة 8