كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 19)

إذا تذكّرت شجوا من أخى ثقة ... فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا [1]
خير البرية، أتقاها وأعدلها [2] ... بعد النبىّ، وأوفاها بما حملا
الثانى التالى المحمود مشهده [3] ... وأوّل الناس حقّا صدّق الرّسلا [4]
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لحسان بن ثابت:
هل قلت فى أبى بكر شيئا؟ قال: نعم؛ وأنشده هذه الأبيات، وفيها بيت رابع، وهو:
وثانى اثنين فى الغار المنيف وقد ... طاف العدوّ به إذ صعّدوا الجبلا
فسرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «أحسنت يا حسان» .
وروى أنّ فيها بيتا خامسا، وهو:
وكان حبّ رسول الله إذ علموا [5] ... خير البرية لم يعدل به رجلا [6]
ومما يؤيد أنه رضوان الله عليه أول من أسلم ما رواه الجريرىّ، عن أبى نضرة، قال: قال أبو بكر لعلىّ رضى الله عنهما:
أنا أسلمت قبلك ... ، فى حديث ذكره، فلم ينكر عليه.
ومن ذلك أنه رضى الله عنه فدى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه.
روى عن أسماء بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنهما: أنها قالت، وقد قيل لها: ما أشدّ ما رأيت المشركين بلغوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كان المشركون قعودا فى المسجد الحرام، فتذكّروا رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وما يقول فى آلهتهم، فبينما هم كذلك إذ دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلم،
__________
[1] ديوانه 299.
[2] الديوان: «أتقاها وأرأفها» .
[3] الديوان: «المحمود شيمته» .
[4] الديوان: «وأول الناس طرا» .
[5] الديوان: «قد علموا» .
[6] الاستيعاب 3: 963- 965.

الصفحة 12